المصدر: موقع الطاقة
قد تشهد سوق السيارات الكهربائية في اليابان انتعاشة خلال المدة المقبلة، بفضل أداة المحاكاة التي طوّرتها شركة الألعاب اليابانية (دي إن إيه DeNA)، التي أطلقت قسمًا للتنقل في عام 2015، ويمكنها تقييم العمر الافتراضي للسيارة ونطاق الرحلة بحسب مردود الشحن مع مرور الوقت.
وتستعمل أداة المحاكاة المستندة إلى الويب، التي تُسمى فاكتيفFACTEV، بيانات شهادات فحص السيارات ومعلومات الخدمة الدورية لتحليل طريقة الاستعمال الفعلي لسيارة البنزين، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويقوم جهاز المحاكاة بعد ذلك باختيار بديل مناسب للسيارة الكهربائية وتوفير بيانات عن الأداء العملي من خلال إضافة خصائص الطريق (على سبيل المثال، القيادة على الطرق السريعة مقابل القيادة في المدينة) والظروف الجوية (إذ تُستنزف البطاريات بشكل أسرع في درجات الحرارة أو البرودة الشديدة).
وتُظهر فاكتيفFACTEV أن سيارة نيسان ليف الكهربائية التي تجري قيادتها في جزيرة هوكايدو الشمالية، موطن مهرجان سابورو للثلوج، ستقطع مسافة تتراوح بين 106 كيلومترات و212 كيلومترًا لكل شحنة في عامها الأول، وستستمر في قطع مسافة 99 كيلومترًا إلى 198 كيلومترًا لكل شحنة خلال 5 سنوات.
وقطعت سيارة المقارنة، وهي سيارة نيسان نوت تعمل بالبنزين، مسافة متوسطها 41.7 كيلومترًا في الرحلة الواحدة، وبنطاق أقصى 100 كيلومتر، حسبما نشرته منصة بلومبرغ لوو (bloomberglaw).
وتهدف شركة (دي إن إيهDeNA) للتغلب على عقبات تحول البطيء إلى السيارات الكهربائية في اليابان، الذي يُرجعه بعض المحللين إلى الأسعار المرتفعة، والنماذج القليلة، والبنية التحتية المحدودة للشحن، والقلق بشأن النطاق.
تجربة الخدمة مع شركات تأجير السيارات
أجرت شركة (دي إن إيهDeNA) اليابانية، حتى الآن، تجربة للخدمة مع شركات تأجير السيارات الـ4 الكبرى في اليابان: ميتسوبيشي أوتو ليزينغ، ونيبون كار سوليوشنز وأوريكس وسوميتيمو ميتسوي أوتو سيرفيس، وتهدف إلى تسويق الخدمة تجاريًا العام المقبل، بما في ذلك الوكلاء.
وقال مدير مجموعة إي في سوليوشنز غروب التابعة لشركة دي إن إيه، كيو ساكو، إن الأمر يستغرق وقتًا وجهدًا أكبر بالنسبة للتاجر لبيع سيارة كهربائية مقارنة بسيارة تعمل بالبنزين أو هجينة بسبب إحجام المشتري.
وفي سياق ذي صلة، شكّلت السيارات الكهربائية في اليابان التي تعمل بالبطارية 2% فقط من مبيعات السيارات خلال العام الماضي، مقارنة بـ 51% لسيارات محرك الاحتراق الداخلي و43% للسيارات الهجينة، وفقًا لوحدة تحليل بيانات الأسواق العالمية بلومبرغ إنتيليغنس Bloomberg Intelligence.
وأشار ساكو إلى أن “التجّار يتعاملون بالسيارات الهجينة والبنزين، لذلك لا يرون حاجة لبيع السيارات الكهربائية، إذ يسمعون تعليقات سلبية من العملاء بشأن نقص البنية التحتية للشحن والدعم”.
وأوضح أن شركة دي إن إيه تلقّت مراجعات إيجابية بشأن خدماتها من شركات التأجير، قائلًا: إن البيانات “أثبتت أنها عامل معزز لاتخاذ قرار شراء سيارة كهربائية”، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
عمر السيارة الكهربائية
قال المسؤول عن تطوير المنتج لدى شركة دي إن إيه، تورو فوتامي، إنه باستعمال بيانات القيادة وتسخير الذكاء الاصطناعي نفسها، يمكن للأداة التنبؤ بعمر السيارة الكهربائية ونطاق قيادتها المستقبلي دون الحاجة إلى معلومات عن أداء البطارية.
وأضاف ساكو أن “شركات التأجير قد ترغب في استعمال السيارات الكهربائية المستعملة لمدة طويلة، نظرًا لأن تكاليف صيانتها أقلّ من سيارات البنزين”.
وقال فوتامي، الذي شارك في تطوير سيارة نيسان ليف في وقت سابق، إن تطوير سوق للسيارات الكهربائية المستعملة أمر بالغ الأهمية لتسريع مبيعات السيارات الكهربائية في اليابان.
وهو يرى إمكانات هائلة للسيارات الكهربائية المستعملة إذا كانت احتياجات السائق معروفة مسبقًا.
وأضاف أن السائق العادي يقود سيارته لنحو 50 كيلومترًا يوميًا، ويمكن للسيارات الكهربائية المستعملة أن تسير لمسافة نحو 100 كيلومتر على الأقلّ لكل شحنة.
وأردف فوتامي: “في اليابان، يميل المستهلكون إلى شراء سيارات بقيمة 20 ألفًا و400 دولار بحدّ أقصى، لذلك لا يشتري الناس سيارات تيسلا أو نيسان آريا، بل يفضّلون نوعًا مثل ساكورا”، في إشارة إلى سيارة نيسان الكهربائية صغيرة الحجم التي تبلغ قيمتها 13 ألف دولار، وهي متاحة فقط في اليابان.