المصدر: موقع الطاقة
ما زال وجود شركة تيسلا الأميركية (Tesla) داخل أفريقيا ضئيلًا مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم، لكن تعزيز الحضور في القارة السمراء لن يحمل مكاسب هائلة للشركة فقط، بل للمستهلكين والبيئة أيضًا.
ورغم أن عملاقة صناعة السيارات الكهربائية العالمية تنتهج طريق التحول الأخضر بعيدًا عن سيارات الاحتراق الداخلي الملوثة، فإنها لم تضع أفريقيا على خريطتها باستثناء بعض نقاط الشحن الفائق في المغرب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الصدد، دعا تقرير حديث تيسلا إلى توسيع قاعدة انتشارها بالقارة، معددًا مجموعة واسعة من المكاسب التي ستعود على الشركة، وراسمًا خريطة عملية للشروع في هذا الطريق.
فرص تيسلا في أفريقيا
تهيمن مبيعات السيارات الكهربائية المستعملة التي قد يتخطى عمرها 5 سنوات على معظم بلدان أفريقيا، وهو ما يترك مساحة ضئيلة لمبيعات السيارات الجديدة.
لكن الأمر ليس بهذا السوء، فهناك استثناءات مثلما في جنوب أفريقيا التي عادةً ما تتجاوز مبيعات السيارات الجديدة حاجز النصف مليون وحدة سنويًا، وفق ما ذكرته تقرير منصة “كلين تكنيكا” المتخصصة (cleantechnica).
وبعيدًا عن مبيعات السيارات المستعملة، تحمل القارة الأفريقية مكاسب كبيرة لتيسلا ولشركات السيارات الكهربائية الأخرى، على صعيد السيارات المدمجة بسعر 25 ألف دولار أميركي.
ويُقصد بالسيارة المدمجة تلك المتوسطة الحجم، القادرة على تلبية احتياجات السفر لأربعة أفراد أو عائلة صغيرة.
وفي إطار تلك الفئة السعرية، قد توجد تيسلا إلى جانب طراز “كورولا” من إنتاج شركة تويوتا اليابانية (Toyota)، أو الفئات الأعلى منها، وهو ما يتيح مساحة كبيرة للغاية لحضور تيسلا في الكثير من البلدان الأفريقية.
ويتجه الكثير من الشركات لشراء ذلك النوع من السيارات، وكذلك منصات التأجير ونقل الركاب، وهو ما يحمل فرص نمو واعدة.
وبالنسبة لنماذج تيسلا الأعلى ثمنًا (فوق 25 ألف دولار)، ثمة فرصة جيدة للشركة؛ إذ توجد علامات تجارية فاخرة لسيارات الاحتراق الداخلي داخل القارة.
وإذا كان هناك ذلك العدد من الأشخاص القادرين على شراء السيارات مرتفعة السعر، فبالتأكيد يمكن أن يُقبِلوا على شراء سيارات تيسلا في دول مثل جنوب أفريقيا والمغرب ومصر وغانا وكينيا.
ومن تلك الفئة سيارات مرسيدس بنز (Mercedes-Benz) و”بي إم دبليو” (BMW) وأودي (Audi) وجاغوار (Jaguar) ولاند روفر (Land Rover) ولكزس (Lexus).
يُضاف إلى العوامل الداعمة لانتشار سيارات تيسلا في أفريقيا، أن الشركة الأميركية لم تعُد تعوقها قيود الإنتاج كما في السابق، ولذلك فهي قادرة على شحن عدد كبير من السيارات الجديدة إلى أسواق تلك الدول الأفريقية المذكورة؛ إذ -بالتأكيد- ستبيع أكثر من نظيرتها في دول مثل سنغافورة وماليزيا.
تيسلا بديلًا لسيارات الاحتراق الداخلي
يمكن أن تحلّ سيارات تيسلا الكهربائية بدلًا من الواردات الضخمة لسيارات الاحتراق الداخلي المستعملة.
ويُقبل الأفارقة على شراء تلك السيارات بسبب رخص الثمن وانخفاض مستوى الدخل، إلّا أنه يصدر عنها الكثير من انبعاثات الكربون الضارّة بالبيئة والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ورسم التقرير مسارين لتعزيز وجود تيسلا في أفريقيا، أولهما هو النهج الشامل عبر افتتاح مقرّات رسمية لعرض النماذج الجديدة في دول مثل مصر والمغرب.
وفي الوقت نفسه، تقدّم الشركة الدعم الكامل لتحديثات البرامج والخدمات المرتبطة بها لسيارات تيسلا المستعملة في أفريقيا.
وإذا تأكَّد أصحاب سيارات تيسلا المستعملة من الحصول على قطع الغيار الأصلية في بلادهم، وكذلك الدعم الكامل لتحديثات البرنامج كاملة، فإن ذلك سيحفّز من واردات سيارات تيسلا المستعملة إلى أفريقيا.
كما أن تشجيع استبدال سيارات الاحتراق الداخلي بالكهربائية يحمل فرصة جيدة للمستهلكين لتوفير المال نتيجة لخفض تكاليف الوقود الأحفوري التقليدي.
يُضاف إلى ذلك أن أعطال السيارات التقليدية كثيرة، وتكلّف أصحابها الكثير من المال لإجراء أعمال الصيانة المتكررة.
وبينما تتراوح أسعار السيارات التقليدية المستعملة بين 5 آلاف و10 آلاف دولار، يوجد عدد كبير من السيارات الفاخرة التي من الممكن استبدالها بسيارات تيسلا الكهربائية المستعملة، بدعم من الشركة التي تحظى بخبرة سوقية وشبكة علاقات واسعة.
وإذا كانت تيسلا قد صنّعت أكثر من 5 ملايين سيارة، فهناك عدد متنامٍ من السيارات المستعملة التي يمكن تصديرها إلى أفريقيا أيضًا.