المصدر: موقع الطاقة
تسعى شركة ريلاينس إنفراستراكشر (Reliance Infrastructure) حثيثًا لتصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات، في خُطوة تستهدف تنويع محفظتها الاستثمارية التي تركز -حاليًا- على النفط والغاز.
وتأتي خُطط الشركة الهندية المملوكة لقطب الأعمال والملياردير الهندي أنيل أمباني، متسقةً مع أهداف المناخ الطموحة التي تتبناها نيودلهي في إطار اتفاقية باريس للمناخ 2015.
وتستهدف الهند، ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2070؛ ما حفزها على وضع حزمة من الأهداف الطموحة الرامية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة.
ووفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تستهدف حكومة البلد الواقع جنوب آسيا الوصول بالسعة المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
ولا تستحوذ السيارات الكهربائية الآن سوى على نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي مبيعات السيارات في الهند؛ ما يُعزى إلى أسعارها المرتفعة في ظل استيراد البطاريات، وانعدام البنية التحتية الخاصة بشحن تلك المركبات منخفضة الانبعاثات.
خُطط جادة
تخطط شركة ريلاينس إنفراستراكشر لتصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات؛ مستعينةً بالخبير الاستشاري والمسؤول التنفيذي السابق في عملاقة صناعة السيارات الصينية “بي واي دي” سانجاي غوبالاكريشنان؛ لإسداء المشورة لها بشأن تلك الخطط، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
واستعانت ريلاينس إنفراستراكشر التابعة لمجموعة ريلاينس بمجموعة من الخبراء الاستشاريين الأجانب لإجراء دراسة جدوى خاصة بالتكلفة تمهيدًا لإنشاء مصنع سيارات كهربائية بسعة أولية تصل إلى قرابة 250 ألف سيارة سنويًا، مع التخطيط لرفع هذا الرقم إلى 750 ألف سيارة خلال سنوات.
كما تتطلع الشركة إلى تنفيذ دراسة جدوى لبناء مصنع لإنتاج البطاريات بسعة أولية تلامس 10 غيغاواط/ساعة، على أن تُرفَع إلى 75 غيغاواط/ساعة على مدار عقد.
وأغلقت أسهم الشركة التي هبطت 0.2% قبل صدور تقرير رويترز المنشور اليوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول (2024)، على ارتفاع بنحو 2% بعد نشر التقرير ذاته.
وأنيل أمباني هو الشقيق الأصغر لقطب الأعمال والملياردير الهندي ورئيس شركة ريلاينس إنداستريز (Reliance Industries) موكيش أمباني، الذي تستحوذ شركته على حصص من الأسهم في قطاعات عدة تتدرج من النفط والغاز إلى الاتصالات والتجزئة.
وكان موكيش أمباني -أغنى أغنياء آسيا- وشقيقه أنيل قد قسّما الأعمال التجارية للعائلة في عام 2005، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.
تصنيع البطاريات محليًا
تعمل شركة موكيش أمباني -حاليًا- على تصنيع البطاريات محليًا، وقد فازت مؤخرًا بمناقصة للحصول على تحفيزات حكومية لإنتاج خلايا بطاريات سعتها 10 غيغاواط/ساعة.
وإذا قررت مجموعة أنيل أمباني المضي قدمًا نحو تنفيذ خطط إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات؛ فإن الأخوين أمباني سيقتحمان سوقًا تتمتع فيها المركبات الكهربائية بحضور متميز، وإن كانت تنمو بوتيرة بطيئة.
ولم تشكل السيارات الكهربائية سوى أقل من 2% من إجمالي السيارات المبيعة في الهند خلال العام الماضي (2023) والتي وصل عددها إلى 4.2 مليون وحدة.
غير أن الحكومة الهندية ترغب في رفع تلك النسبة المئوية إلى 30% بحلول نهاية العقد الحالي (2030) عبر حزم التحفيزات التي تخصصها نيودلهي وتزيد قيمتها على 5 مليارات دولار للشركات المصنعة للسيارات الكهربائية محليًا، ومكوناتها، بما في ذلك البطاريات.
ولم تشهد الهند حتى الآن انطلاقةً حقيقيةً في صناعة البطاريات، غير أن بعض المصنعين المحليين أمثال إكسايد (Exide) وآمارا (Amara) وراجا (Raja)، قد دخلوا في شراكات قوية مع عدد من اللاعبين الصينيين للحصول على التقنية اللازمة لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون في الهند.
وتبحث ريلاينس إنفراستراكشر كذلك عن شركاء جديد، بما في ذلك شركات صينية لتنفيذ خُططها المذكورة، بل تستهدف إنجاز تلك الأهداف في غضون أشهر قليلة، بحسب رويترز.
لاعبون رئيسون
تبرُز تاتا موتورز، أكبر لاعب في سوق السيارات الكهربائية في الهند، بحصة سوقية إجمالية تلامس 70%، في حين يكتسب منافسوها -أمثال إم جي موتورز (MG Motors) المملوكة لشركة سايك (SAIC) الصينية، ومواطنتها “بي واي دي”- زخمًا متزايدًا في السوق نفسها.
وبوجه عام، يُخطط لاعبون كبار في سوق السيارات الهندية -أمثال ماروتي سوزوكي (Maruti Suzuki)، وهيونداي موتور الكورية الجنوبية- لطرح سيارات كهربائية خلال العام المقبل (2025).
وكان المدير التنفيذي السابق لشركة “بي واي دي” سانجاي غوبالاكريشنان، قد استقال من منصبه، خلال العام الحالي (2024)، بعد قضائه أكثر من عامين في منصبه بالشركة الصينية.
وترأس غوبالاكريشنان وأسس أعمالًا تتعلق بسيارات الركاب الكهربائية في الهند؛ إذ طرح 3 سيارات كهربائية، وأسس شبكة وكلاء قوية.
ووفق السجلات الحكومية، التي اطلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة، أسست شركة ريلاينس إنفراستركتشر في يونيو/حزيران (2024) شركتين فرعيتين جديدتين للسيارات مملوكتين لها بالكامل.
ويُطلَق على إحدى تلك الشركات ريلاينس إي في برايفيت ليمتد (Reliance EV Private Ltd)، وتستهدف -أساسًا- “تصنيع وتجارة المركبات ومكوناتها لأغراض النقل باستعمال أي نوع من الوقود”.
وفي السنوات الأخيرة عانت ريلاينس إنفراستركتشر الأمرّين جراء مستويات الديون المرتفعة، وقضايا تتعلق بالتدفقات النقدية.