المصدر: موقع الطاقة
شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا خلال شهر يوليو/تموز المنصرم (2024) تراجعًا حادًا بنسبة وصلت إلى 37%، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (2023).
وخلال سابع شهور العام، باعت أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا 30 ألفًا و762 وحدة تعمل بالبطارية، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يمثّل ذلك تحديًا أمام هدف نشر 15 مليون سيارة كهربائية بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030، ضمن مساعٍ أوسع للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وتحقيق هدف الحياد الكربوني في 2045.
وبسبب تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، خفضت الشركات الألمانية توقعاتها السوقية بعد تسجيل أرباح فصلية مخيّبة للآمال.
ورصد معهد أبحاث محلي شهير توقعات متشائمة للقطاع، وكذلك تراجعًا حادًا بنحو 78% في استعمال قدرات الإنتاج.
انهيار حاد
تراجعت حصة السيارات الكهربائية في ألمانيا بالسوق المحلية في يوليو/تموز 2024 إلى 13% فقط من 20% على أساس سنوي.
ويأتي تراجع المبيعات في ضوء استمرار أصداء قرار الحكومة المفاجئ في ديسمبر/كانون الأول (2023) بإلغاء إعانات الشراء.
ووفق بيانات الوكالة الفيدرالية للسيارات، تمثّل تلك المبيعات أكبر انخفاض منذ القرار الذي جاء عقب الأزمة الحادة التي عصفت بميزانية الدولة، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
وتعليقًا على المبيعات الألمانية، قال المستشار في شركة “إي واي” للاستشارات كونستانتين غال، إن الواقع حتى الآن أثبت عدم استدامة جهود زيادة وسائل النقل الكهربائية.
وأضاف أن السوق “فقدت كل القوة الدافعة”، كما يشكّ الكثيرون من المستهلكين في مستقبل السيارات الكهربائية.
وتوقّع أن يستمر تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا خلال الأشهر المقبلة، في تحدٍّ لآمال الشركات بتعزيز المبيعات وتحقيق الأهداف الصارمة التي أقرّها الاتحاد الأوروبي بشأن بناء أسطول سيارات متوافق مع خطط إزالة الانبعاثات.
السيارات الكهربائية في ألمانيا
يقول المحلل في مصرف “يو بي إس” السويسري باتريك هوميل، إن شركة فولكسفاغن (أكبر شركة سيارات في ألمانيا) في خطر، وربما تتعرض لتأثير سلبي في أرباحها خلال العام المقبل 2025، بقيمة مليارَي يورو (2.2 مليار دولار).
وفي تراجع عن خطط متفائلة، قالت الشركة الألمانية، إنها خفضت قدرات الإنتاج في مصانع عالية التكلفة داخل ألمانيا، وربما تغيّر توقيت زيادة إنتاج البطاريات.
وتكافح صناعة السيارات الألمانية بسبب تراجع الطلب على السيارات الكهربائية محليًا، رغم إنفاق المليارات لزيادة انتشارها.
كما تبرز السوق الصينية بوصفها أحد أكبر التحديات؛ إذ تتراجع مبيعات السيارات الكهربائية الألمانية التي تنتجها فولكسفاغن ومرسيدس بنز هناك، جراء أزمة حادة مرتبطة بمبيعات المنازل.
نحو أزمة..
تتزايد التوقعات المتشائمة داخل القطاع الألماني، بعد تسجيل أرباح مخيّبة للآمال، نتيجة ضعف مبيعات السيارات الكهربائية محليًا وفي الصين.
وتراجعت توقعات قطاع السيارات الكهربائية في ألمانيا من سالب 9.5 نقطة في يونيو/حزيران 2024 إلى سالب 18.3 نقطة في يوليو/تموز، وفق بيانات معهد إيفو للبحوث الاقتصادية، ومقرّه ميونخ.
وقالت أنيتا وولف من معهد إيفو، إن صناعة السيارات تنزلق نحو أزمة، كما لم تتوقع تحسنًا كبيرًا خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ورصد المعهد انهيار استعمال قدرات الإنتاج بالصناعة إلى نحو 78%، وهو أقل بمقدار 9 نقطة مئوية عن المتوسط طويل الأجل، وفق تقرير منفصل لبلومبرغ.
تراجع أوروبي جماعي
بالتزامن مع ألمانيا، انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في السويد وسويسرا بنسبة 15% و19% على أساس سنوي بالترتيب.
ودفع تراجع المبيعات في ظل الوضع المتأزم أصلًا بالمنطقة إلى تعليق بناء مشروعات لإنتاج خلايا البطاريات، وأعلنت شركة باسف الألمانية وقف بناء مصنع لإعادة تدوير البطاريات في إسبانيا.
وخفضت مرسيدس الحدّ الأقصى لتوقعاتها السنوية بشأن هوامش الأرباح، كما تعهدت فولكسفاغن بتخفيضات أكبر للتكلفة في مواجهة الركود.
كما أعلنت شركة فاليو الفرنسية أنها تبحث عن مشترين لمصنعَين، أحدهما طُوِّرَ لإنتاج قطع غيار السيارات الكهربائية.
كما قالت شركة “أو بي موبيليتي” الفرنسية، إن إنتاج السيارات الكهربائية بلغ نحو نصف ما كانت تتوقعه الشركات.