المصدر: موقع عرب جت
في آخر تقاريرها المالية، أظهرت شركة فورد الأميركية أنّها تخسر قرابة 60 ألف دولار أميركي مع كل سيارة كهربائية جديدة تبيعها للمستهلكين!
كشفت شركة فورد عن أرباحها للربع الأول من عام 2023، وبالرغم من أن وحدة السيارات الكهربائية قد تبدو أنها تخسر الكثير من المال، إلا أن هناك المزيد من الأمور التي يجب النظر إليها.
في الوقت نفسه، تعمل فورد على تحقيق أرباح كبيرة من عملياتها التجارية ومن سياراتها التي تعمل بالاحتراق الداخلي، مما يحافظ على ربحية الشركة حاليًا.
لأول مرة، قدمت فورد تفاصيل الأرباح حسب وحداتها الجديدة التي تم تشكيلها قبل أكثر من عام، وهي وحدة «فورد موديل إي» ووحدة «فورد بلو» ووحدة «فورد برو».
كما يوحي الاسم، تتعامل وحدة فورد موديل إي مع السيارات الكهربائية والاتصال الرقمي، في حين تتعامل وحدة فورد بلو مع إنتاج السيارات التي تعمل بالاحتراق الداخلي، وتركز الوحدة الثالثة، وحدة فورد برو، على الشاحنات والفان التجارية.
خسائر فورد الكبيرةعند بيع أي سيارة كهربائية جديدة
الرقم الرئيسي في تقرير الأرباح هو أن صانع السيارات الأمريكي يخسر في المتوسط 58,333 دولار أمريكي أي ما يعادل 218,748 ريال سعودي على كل سيارة كهربائية تم بيعها في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
وقد قامت فورد بتسليم 12,000 سيارة كهربائية جديدة في الربع الأول، وبالتالي، خسرت وحدة فورد موديل إي قرابة 700 مليون دولار (قبل الفوائد والضرائب) في نفس الفترة.
وفي الوقت نفسه، لم تولّد مبيعات السيارات الكهربائية سوى 700 مليون دولار من الإيرادات، مقارنة بـ 1.6 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2022.
بغض النظر عن كيفية نظر المُحللين لهذا الرقم، فإن مبلغ قدره حوالي 60 ألف دولار من الخسارة المالية للسيارة الواحدة هو كمية كبيرة من المال التي تخسرها فورد على كل سيارة كهربائية.
ومع ذلك، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها، فقد تم تقليل حجم الإنتاج بسبب وقف المصنع في كواتيتلان في المكسيك الذي ينتج موستنج ماك إي.
ولكن هذا التباطؤ المؤقت في الإنتاج يهدف إلى تطوير المصنع وزيادة الإنتاج إلى 210,000 سيارة كهربائية جديدة سنويًا بحلول نهاية عام 2023.
وبالمثل، تُعاني وحدة السيارات الكهربائية التابعة لفورد من إنفاق الكثير من المال أثناء توسيع الإنتاج.
ويشمل ذلك إنفاق 3.5 مليار دولار على مصنع بطاريات LFP التابع لـ فورد في مارشال بولاية ميشيغان، ومدينة بلو أوفال في ولاية تينيسي، والتي ستنتج شاحنة فورد الكهربائية من الجيل القادم في عام 2025، بطاقة 500,000 وحدة في السنة.
أرباح سيارات الاحتراق الداخلي
فيما يتعلق بوحدة فورد بلو، فإن تقرير صافي الدخل قبل الفوائد والضرائب بلغ 2.6 مليار دولار في الربع الأول، بنسبة هامش تشغيلي بلغت 10.4%.
وكان القائد في هذا المجال هو طراز F-150، حيث تحتفظ فورد بمركزها كأكبر مُصنّع للشاحنات في الولايات المتحدة، ويتم بناء شاحنة واحدة كل 30 ثانية.
وبينما تحد من الأرباح تكاليف المنتجات الجديدة وضغوط التضخم، ساعدت وحدتا فورد بلو وفورد برو على عودة الشركة إلى هامش ربح صافي بلغ 4.2%، وهو أعلى رقم شهدته الشركة في خلال أكثر من عام.
التحدّي الكبير الذي يواجه السيارات الكهربائية
على الرغم من الخسارة الصادمة التي تتكبدها فورد على كل سيارة كهربائية جديدة تبيعها، قد لا يكون هناك سبب للقلق.
على عكس الشركات الأخرى، لا تزال فورد غير مستعدة للتخلي عن محركات الاحتراق الداخلي بعد، ويمنح الربح المستمر من خط فورد بلو لقسم السيارات الكهربائية بعض المجال للتنفس.
على الرغم من أن خفض أسعار موديل Y من تسلا قد يصعّب الأمور على فورد، خاصةً بعد أن اضطرت الشركة الأمريكية إلى القيام بتخفيضات مماثلة في سعر موستنج ماك إي للحفاظ على تنافسيته، إلا أنه من الممكن أن تساعد زيادة مبيعات السيارات الكهربائية في الربع الثاني من العام على تقليل متوسط الخسائر.
ومع ذلك، فإن دخول فورد إلى سوق السيارات الكهربائية يتم باستراتيجية طويلة الأجل، حيث تتوقع الشركة خسائر تشغيلية بقيمة 3 مليارات دولار في عام 2023، أكثر من الخسائر التشغيلية البالغة 2.1 مليار دولار التي سُجّلت في عام 2022.
ولكن مع الطرازات الجديدة المرتقبة، وتحسين مرافق الإنتاج، وزيادة القدرة المتوقعة على الإنتاج في السنوات القليلة القادمة، ربما يتحسّن أداء فورد في مبيعات السيارات الكهربائية.
وتُشير شركة الاستثمار والمشورة المالية «ذا موتلي فول» إلى أنّه ربما حان الوقت للقيام بالاستثمار في فورد.
وتُشير الشركة إلى أنّه على الرغم من أن أعمال السيارات الكهربائية ستستغرق سنوات للنمو، فإذا بدأ المستثمرون في رؤية تحسينات في الهوامش خلال الأرباع القليلة القادمة، فقد يكون ذلك إشارة على اقتراب تحسّن الوضع بالنسبة للشركة.