المصدر: موقع الطاقة
قلّصت شركة فورد الأميركية إنتاجها من السيارات الكهربائية في مصنعها الكائن في مدينة كولن غرب ألمانيا، استجابةً للطلب الضعيف على تلك المركبات منخفضة الانبعاثات.
ووفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تمضي الشركة قدمًا في تنفيذ برنامج لخفض ساعات العمل في المصنع المذكور؛ مما سيترتب عليه تراجع إنتاجية المنشأة من المركبات الكهربائية التي تتخطى المبيعات في الوقت الحالي.
وتشهد مبيعات المركبات الكهربائية في ألمانيا تراجعًا ملحوظًا نتيجة عوامل عدة، أهمها انتهاء الدعم الحكومي الممنوح لشركات السيارات في سبتمبر/أيلول (2023).
كما تعاني شركات صناعة السيارات الأوروبية الأمرين في سوق السيارات الكهربائية العالمية، إذ تخسر علامات تجارية كبرى -بخلاف فورد- مثل ستيلانتس ومرسيدس وفولكسفاغن حصتها لصالح المنافسين، جراء تكاليف الإنتاج المرتفعة وتحول العملاء إلى السيارات الهجينة، من بين عوامل أخرى عدة.
إنتاج السيارات الكهربائية
تعوّل فورد على تقليص ساعات العمل في مركز إنتاج السيارات الكهربائية التابع لها في كولن، لإعادة التوازن إلى معادلة العرض والطلب في سوق تبرز بصفتها أحد محركات تلك الصناعة النظيفة في أوروبا، وفق ما أورده موقع ياهو فايننس.
وقال ناطق باسم فورد، إن “الطلب الأقل كثيرًا من المتوقع على السيارات الكهربائية، وتحديدًا في ألمانيا، يتطلّب تعديلًا مؤقتًا لأحجام الإنتاج في مصنع كولن للمركبات الكهربائية”.
وستتقدّم الشركة لتنفيذ برنامج العمل قصير الأجل، وهو مخطط حكومي للإجازات، تمنح بموجبها فورد عمالها إجازة في أثناء العثرات المالية دون فقدان وظائفهم، على أن تدفع الحكومة نسبةً من رواتبهم.
ويُعزى طلب العمل قصير الأجل الذي ستتقدّم به فورد إلى وكالة التوظيف الفيدرالية، للظروف المتدهورة بسرعة في سوق المركبات الكهربائية، بحسب بيان الشركة.
وتخطّط الشركة للتقدم على طلب العمل قصير الأجل لمدة 3 أسابيع في المجمل في مصنع كولن الذي يُنتِج طرازي السيارتين الكهربائيتين إكسبلورر (Explorer) وكابري (Capri).
وقالت الشركة: “نحن نُنتِج أكثر مما يمكننا بيعه”، وفق ما نقلته صحيفة كولنر شتات أنتسايغر (Kölner Stadt-Anzeiger) الألمانية.
مبيعات السيارات
تكافح فورد بسبب ضعف مبيعات السيارات في ألمانيا وأوروبا، ويضع إحجام المستهلك عن التحول إلى السيارات الكهربائية ونهاية التحفيزات الحكومية في أكبر اقتصاد في أوروبا تحدياتٍ أمام مصنعي المركبات.
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية التي مرت على مصنع السيارات الكهربائية التابع لها في كولن، أقدمت الشركة الأميركية على شطب آلاف الوظائف استجابة لضغوط الطلب المتراجع.
وفي عام 2018 كان عدد الموظفين التابعين للشركة يلامس قرابة 20 ألف شخص في المدينة، لكن تقلص هذا العدد حاليًا إلى نحو 13 ألفًا فقط بحلول الصيف الحالي.
سوق السيارات في ألمانيا
تشهد سوق السيارات في ألمانيا تراجعًا في المبيعات خلال العام الجاري (2024)، وإن تلقت تلك المبيعات دفعةً طفيفةً خلال أشهر الصيف.
وخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 سجلت مبيعات السيارات الجديدة في ألمانيا ارتفاعًا طفيفًا.
ووفق هيئة النقل الفيدرالية (Federal Transport Authority) لامس إجمالي تسجيلات السيارات الجديدة في ألمانيا 231 ألفًا و992، صعودًا بنسبة 6%، مقارنةً بالمدة ذاتها من العام السابق.
ومع ذلك واصلت مبيعات المركبات الكهربائية التراجع منذ أنهت الحكومة الألمانية فجأة برنامجًا لدعم السيارات منخفضة الانبعاثات في شهر ديسمبر/كانون الأول (2023).
وخلال أكتوبر/تشرين الأول، هبطت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 5%، ما يمثّل أقل من 15% من التسجيلات الجديدة كافّة.
كما يأتي خفض فورد إنتاج السيارات الكهربائية لدى ألمانيا في الوقت الذي تواجه فيه الصناعة العالمية أوضاعًا مأزومة؛ إذ أبطأ العديد من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك فورد، وتيرة جهودها لتصنيع السيارات الهجينة.
وفي شهر أغسطس/آب 2024، أعلنت فورد أنها بصدد إلغاء خُطط تتعلق بمركباتها الكهربائية رباعية الدفع ثلاثية الصفوف المتأخر طرحها في الأصل، قائلةً إنها سترجئ إنتاج شاحنات البيك أب الكهربائية التالية.
نتائج أعمال فورد في الربع الثالث 2024
وفق نتائج أعمال فورد في الربع الثالث 2024، الصادرة يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، سجّلت الشركة إيرادات بقيمة 46 مليار دولار، وصافي دخل 0.9 مليار دولار، وهو أقل بواقع 0.3 مليار دولار عن الربع الثالث من العام الماضي (2023).
وقال الرئيس والرئيس التنفيذي للشركة جيم فارلي: “نحن في وضع قوي مع فورد، في حين تشهد صناعتنا تحولًا كاسحًا”، في تصريحاته الواردة في تقرير عائدات الشركة.
وتابع فارلي: “لقد اتخذنا قراراتٍ استراتيجية وإجراءاتٍ صارمة، لإيجاد مزايا لشركة فورد نظير المنافسة في مجالات رئيسة مثل فورد برو Ford Pro والعمليات الدولية والبرمجيات والمركبات الكهربائية من الجيل التالي”.