المصدر: موقع الطاقة
دفع الهبوط الحاد في الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا مجموعة ستيلانتس العالمية (Stellantis) إلى تعليق إنتاج سيارة فيات 500 الكهربائية (Fiat 500E).
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، قرّرت ستيلانتس، المالكة لعلامات منها فيات وبيجو وسيتروين، تمديد قرار وقف إنتاج “فيات 500” داخل مصنع فيراموري في إيطاليا؛ بسبب ضعف الطلب حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2024).
وتلك هي ثاني مرة توقف فيها الشركة إنتاج السيارة الكهربائية خلال أقل من شهر؛ إذ قررت في 12 سبتمبر/أيلول (2024)، وقف الإنتاج حتى 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وسبق أن توقف -أيضًا- تجميع مكونات السيارة بين منتصف فبراير/شباط وحتى مطلع مارس/آذار، كما توقف إنتاجها من أواخر أبريل/نيسان وحتى مطلع أغسطس/آب، وأيضًا في نهاية عام 2023 المنصرم.
سيارة فيات 500 الكهربائية
أرجع متحدث باسم ستيلانتس، الخطوة إلى المعاناة داخل سوق السيارات الكهربائية الأوروبية.
وتشكّل السيارة مكونًا رئيسًا في مبيعات ستيلانتس، إذ من بين كل 5 سيارات كهربائية باعتها الشركة خلال الأشهر الـ8 الأول من العام الجاري (2024) كان 2 منها “فيات 500”.
وتراجعت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا خلال شهر أغسطس/آب المنصرم (2024) للشهر الرابع على التوالي، وبنسبة 43.9% على أساس سنوي.
ورصدت الجمعية الأوروبية لمصنعي السيارات (ACEA) أكبر تراجع للمبيعات في فرنسا وألمانيا التي ألغت إعانات الشراء في العام الماضي (2023).
يأتي ذلك في ظل منافسة شرسة مع السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، وضغوط حكومية لزيادة المبيعات رغم ارتفاع الأسعار وتراجع الطلب، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة ذا تيليغراف البريطانية.
السيارات الكهربائية
أكد المتحدث باسم شركة ستيلانتس العمل بإصرار لضمان استمرار تشغيل جميع المصانع، وتحقيق النمو مع دعم العاملين في “هذا الوقت المضطرب”.
ولفت إلى أن التحول إلى السيارات الكهربائية معقّد، ولن يخلو من خيارات صعبة، ولن يقدّم حلولًا سهلة، وهو ما يتطلّب وحدة الهدف والرؤية الأساسيين للوصول بالشركة وعمالها إلى المستقبل.
ورغم تراجع الطلب ووقف الإنتاج، أكدت ستيلانتس التزامها باستثمار 100 مليون يورو (110.4 مليون دولار) لإنتاج سيارة فيات 500 الكهربائية، بالإضافة إلى بدء إنتاج النسخة الهجينة منها في مطلع عام 2026.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة تصريحًا في هذا الصدد للرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس كارلوس تافاريس، بعد إعلان شركة فولكسفاغن اعتزامها إغلاق بعض مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها.
وقال تافاريس، في 17 سبتمبر/أيلول، إن شركته تعمل بجد لتجنّب تكرار ما حدث مع فولكسفاغن قدر الإمكان، وخلال السنوات الماضية اتخذت إجراءات منها ما هو غير شائع وقرارات لم تُفهم جيدًا دائمًا لتحقيق الهدف.
وجاء تعليق تافاريس ردًا على المخاوف من اتخاذ قرار مماثل في ضوء انخفاض معدلات التشغيل في مصانع السيارات الكهربائية وزيادة الضغوط السعرية بسبب المنافسين الآسيويين والبيئة الاقتصادية الصعبة.
شركة ستيلانتس
يعتزم الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس كارلوس تافاريس إلقاء كلمة أمام إحدى لجان البرلمان الإيطالي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وسيعرض تافاريس الصورة الكاملة بشأن حجم إنتاج ستيلانتس في إيطاليا، والاستجابات السريعة التي يتطلّبها الوضع المعقد في أوروبا والعالم أجمع.
يأتي ذلك بعدما حذّر عمال الشركة مع الدخول في إضراب يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل اعتراضًا على التراجع الحاد في إنتاج معظم المصانع الإيطالية.
ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج ستيلانتس في إيطاليا خلال العام الجاري إلى نحو مليون من 751 ألفًا في العام الماضي (2023).
وعلى مدار الأعوام الـ17، خفضت الشركة إنتاجها بنحو 70%، وخلال المدة بين عامي 2021 و2023، سرّحت ستيلانتس 2000 من عمالها في أوروبا.
ويسعى مجلس إدارة الشركة لاستبدال رئيسها التنفيذي كارلوس تافاريس الذي تعرّض لانتقادات بسبب الأداء الاقتصادي للشركة.
كما خفّضت الشركة توقعاتها لنمو خلال عام 2024، ليتراوح بين 5.5% و7% من توقعات سابقة أعلى من 9%.
وحذّرت -أيضًا- من ارتفاع معدل الحرق النقدي (الإنفاق دون تحقيق إيرادات)، ليتراوح بين 5 و10 مليارات يورو في مقابل توقعات بتحقيق تدفقات نقدية إيجابية.