المصدر: موقع الطاقة
يدفع الازدياد في مبيعات السيارات الكهربائية وأوزانها وأحجامها إلى إجراء تغييرات في تصميم هياكل مواقف السيارات المخصصة لها، بسبب أهداف تتعلق بالسلامة.
وقد تتسبّب الأوزان الزائدة للسيارات في أضرار كارثية وتؤدي إلى انهيار تلك المواقف، وفق تقارير وتحذيرات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويحذّر المهندسون الإنشائيون المعنيون من أن مواقف السيارات في بريطانيا ليست مصممة للسيارات الضخمة التي تعمل بالبطاريات، حسبما نشره موقع كلين تكنيكا (cleantechnica).
وأصبحت السيارات الهجينة والكهربائية بالكامل حاليًا واسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم، ويتزايد الحجم الإجمالي للسيارات وثقلها سواء كانت كهربائية بالكامل أو تستعمل محركات الاحتراق الداخلي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتسببت التصميمات والتقنيات الجديدة، بدءًا من إمكان الوصول إلى نقاط شحن السيارات الكهربائية ووصولًا إلى مستويات الضوضاء، في مجموعة من المشكلات التي يجب معالجتها في السنوات المقبلة، وفقًا لما نشرته شبكة سي إن بي سي (cnbc).
وزن السيارات الكهربائية
تُعدّ مواقف السيارات متعددة الطوابق في المملكة المتحدة أحد المجالات التي يُتوقّع أن يكون لانتشار المركبات الكهربائية والسيارات الأكبر حجمًا تأثير كبير فيها.
في هذا السياق، نشرت مؤسسة المهندسين الإنشائيين ومقرها لندن، في وقت سابق من هذا العام، إرشادات التصميم الجديدة لمواقف السيارات.
وتغطي وثيقة الإرشادات جميع المرافق التي يمكن إيقاف السيارات فيها -بما في ذلك تلك الموجودة على مستويات متعددة، تحت الأرض أو داخل المباني السكنية والمكاتب- وطريقة تصميمها وبنائها وصيانتها.
ووجهت المؤسسة الإرشادات إلى جميع أصحاب المصلحة المشاركين في تصميم مواقف السيارات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتعلّق إحدى المشكلات المحتملة بحمولة السيارات، إذ ترى المؤسسة أنّ متوسط وزن المَرْكبة ارتفع من 1.5 طنًا في عام 1974 إلى ما يقرب من طنيْن في عام 2023.
وأوضحت المؤسسة، أن السبب وراء زيادة الوزن يعود إلى “زيادة بطاريات السيارات الكهربائية والهجينة وكِبَر حجمها”.
وأضافت: “إن هذا الحمل الإضافي ومتطلبات السلامة المتغيرة للوقاية من الحرائق تُعدّ اعتبارات مهمة بالنسبة إلى مواقف السيارات الجديدة، وللمرافق القائمة”.
قال زميل المؤسسة المساهم في تأليف إرشادات التصميم الجديدة لمواقف السيارات، كريس وابلز، في حديثه إلى شبكة سي إن بي سي، إن بعض السيارات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي طويلة المدى في السوق تزن الآن أكثر من 3 أطنان.
وعند إصدار الإرشادات الخاصة بتصميم مواقف السيارات، في يونيو/حزيران، لُوحِظ تركيز كبير على الانهيار المحتمل لبعض مواقف السيارات بسبب أوزان المركبات الثقيلة.
وقال وابلز لشبكة سي إن بي سي (cnbc): “إنه أمر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، لكن يجب ألا نقلق كثيرًا بشأنه”.
وأوضح أنّ “الشيء الذي يجب أن نأخذه في الاعتبار هو أن المركبات التي تسبب الضرر، هي المركبات الثقيلة، وليست المركبات التي يزيد وزنها عمّا كان عليه قبل 40 عامًا وما تزال ضمن القدرة الاستيعابية لتصميم مواقف السيارات”.
وأضاف أن النوع الأخير من المركبات ما يزال يشكّل الأغلبية، مشيرًا إلى أن “الاتجاه نحو السيارات الأكبر حجمًا لا يظهر أي علامة على التراجع”، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وألمح إلى “أننا نشهد الآن أعدادًا متزايدة من سيارات الدفع الرباعي، والسيارات الفاخرة الكبيرة -سواء العاملة بالوقود الأحفوري أو بالبطارية- والشاحنات الصغيرة، وهي ثقيلة للغاية”.
معدّات السلامة
بالنسبة إلى السيارات الكهربائية، يوجد مجال آخر مثير للقلق يتعلق بالسلامة من الحرائق، وذلك لأنه على الرغم من أن حرائق السيارات الكهربائية ليست شائعة فإن إخمادها قد يكون أمرًا صعبًا.
وقال زميل مؤسسة المهندسين الإنشائيين، المساهم في تأليف إرشادات التصميم الجديدة لمواقف السيارات، كريس وابلز: “إن إطفاء حريق السيارة الكهربائية أمر صعب للغاية، خصوصًا إذا كانت البطارية مشتعلة، بسبب وجود الكثير من الطاقة المحتجزة”.
وركّز وابلز على الدور الحيوي الذي يمكن أن تؤديه أنظمة رشاشات إطفاء الحرائق في المستقبل، خصوصًا في المنشآت الموجودة تحت الأرض.
وأوضح أنه “على الرغم من أن نظام الرشاشات لن يطفئ حريق السيارة، فإنه سيقلل من معدل الانتشار داخل موقف السيارات، لذلك فإنه (يطفئ) السيارة المجاورة للسيارة المشتعلة، ويمنع اندلاع النار فيها”.
وعلى الرغم من أن حرائق السيارات الكهربائية تُعدّ “مثيرة للقلق”، أوضح وابلز أن المركبات التي تستعمل البنزين لديها القدرة على الاشتعال والتسبب في خسائر فادحة.
استيعاب المركبات الكهربائية
تستمر المناقشات بشأن طريقة تغيير تصميم مواقف السيارات لاستيعاب الأنواع والأحجام الجديدة من المركبات خارج المملكة المتحدة.
وفي فبراير/شباط 2023، أطلقت المفوضية الأوروبية فريق عمل يركز على التطورات المتعلقة بـ”نشر أنظمة إطفاءالحريق لنقاط إعادة الشحن في مواقف السيارات المغطاة”.
من ناحيتها، تشارك الرابطة الأوروبية للتنقل الكهربائي “أفيري”، في قيادة فريق العمل جنبًا إلى جنب مع المفوضية.
وفي بيان أُرسل إلى شبكة سي إن بي سي (cnbc)، أفادت المنظمة، التي يقع مقرها الرئيس في بروكسل، أن فريق العمل “يهدف إلى وضع مبادئ توجيهية لمساعدة السلطات الوطنية والمحلية على تنفيذ قواعد لاستيعاب المركبات الكهربائية في مواقف السيارات المغطاة مع الحفاظ على السلامة من الحرائق”.
وأفاد البيان بأن “انتشار وسائل التنقل الكهربائي.. يساعدنا في التخفيف من تداعيات تغير المناخ ويطرح أسئلة جديدة، بما في ذلك الوزن والتأثير في مواقف السيارات”.
على صعيد آخر، أكدت الرابطة الأوروبية للتنقل الكهربائي أهمية إجراء مناقشة تشمل مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة؛ من مشغلي مواقف السيارات ورجال الإطفاء إلى ممثلي السيارات الكهربائية وشركات التأمين وشركات تصنيع وتشغيل نقاط الشحن.
وأشار بيانها إلى أنه “لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لمعالجة مسألة مكافحة الحرائق وزيادة الوزن/الحجم لجميع المباني”. “من الأسهل تغيير هياكل مواقف السيارات المستقبلية، رغم أن مواقف السيارات الحالية تمثل تحديًا مختلفًا”