المصدر: موقع الطاقة
حذّر الرئيس التنفيذي لشركة بي إم دبليو (BMW) الألمانية أوليفر زيبسي، من أن التحول إلى السيارات الكهربائية في أوروبا سيثير حرب أسعار مع المنافسين الصينيين.
وأوضح زيبسي أن حظر السيارات التي تعمل بالبنزين من شأنه أن يُثقل كاهل صانعي السيارات الكهربائية في الصين، وسيلحق الضرر بصانعي السيارات في الغرب، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال زيبسي لصحيفة فايننشال تايمز (Financial Times)، إنه إذا واصل الاتحاد الأوروبي خططه لحظر السيارات التي تعمل بالبنزين، فإن “قطاع سوق السيارات الأساسي إما أن يختفي وإما أنه لن يقوم به المصنعون الأوروبيون”.
وأشار إلى الطموحات العالمية لشركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، التي يمكنها إنتاج سيارات بتكلفة أقل بسبب انخفاض تكاليف الطاقة والعمالة، فضلًا عن سلاسل التوريد واسعة النطاق.
التحول إلى السيارات الكهربائية “خطر وشيك”
قامت الصين -أكبر سوق للسيارات في العالم- في الأعوام الـ15 الماضية ببناء صناعة السيارات الكهربائية التي حاصرت الكثير من سلاسل توريد البطاريات في العالم، وهي الآن تحاول دخول السوق الأوروبية، وسط منافسة شرسة بشكل متزايد في الداخل.
وقال أوليفر زيبسي: “أريد أن أبعث برسالة: أرى أن ذلك خطر وشيك”، مضيفًا أن شركات صناعة السيارات الفاخرة مثل بي إم دبليو كانت معزولة بشكل أفضل ضد المنافسة من الشركات المصنعة الصينية، التي يستهدف معظمها مشتري السيارات الأرخص.
وحذر زيبسي من أن المنافسة من شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية يُمكن أن تؤدي إلى حرب أسعار في أوروبا؛ ما يؤدي إلى تآكل هوامش الشركات المصنعة المحلية.
وقد أجبرت المنافسة في الصين من صانعي السيارات الكهربائية المحليين شركة تيسلا (Tesla) وغيرها من شركات صناعة السيارات الأجنبية على خفض أسعارها.
ويعاني البعض خسائر كبيرة؛ إذ تجاوزت “بي واي دي” في العام الجاري (2023) فولكسفاغن (Volkswagen) بوصفها السيارة الأكثر مبيعًا في الصين.
وتخسر شركات صناعة السيارات الأميركية أيضًا عشرات الآلاف من الدولارات مقابل كل سيارة كهربائية تبيعها، وهو ما تعوضه بأرباح السيارات التي تعمل بالبنزين.
ويوضّح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم منذ عام 2015:
الخطة الأوروبية للتخلص من سيارات البنزين
قدّرت شركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، العام الماضي (2022)، أنه يُمكن بيع ما يصل إلى 800 ألف سيارة صينية الصنع في أوروبا بحلول عام 2025؛ الأمر الذي من شأنه أن يحول القارة إلى مستورد صافٍ للسيارات.
وأشارت الشركة إلى أن المصنعين الصينيين يبيعون المزيد من السيارات الكهربائية في أوروبا، في حين يقوم المصنعون الأوروبيون والأميركيون على نحو متزايد بتحويل إنتاجهم من السيارات الكهربائية إلى الصين، وفق ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal).
وقال: “لست قلقًا بشأن شركة بي إم دبليو”، مضيفًا أن الشركة لم تتأثر بحروب الأسعار التي أدت إلى انخفاض هوامش ربح العديد من شركات صناعة السيارات في الصين.
يُذكر أن خطط الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق بحلول عام 2035، قد تعرضت لانتقادات من صناعة السيارات في المنطقة، التي توظّف بشكل غير مباشر ما يقرب من 14 مليون شخص.
وتراوحت المخاوف من عدم إمكان الوصول إلى المواد الخام اللازمة لصنع بطاريات السيارات، إلى بطء تنفيذ البنية التحتية للشحن.
وتساءل زيبسي أيضًا عما إذا كان من الممكن الوفاء بالموعد النهائي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وفي إشارة إلى مراجعة تشريعات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالسيارات الكهربائية المقرر إجراؤها في عام 2026، قال إن البنية التحتية الأوروبية للشحن لا تزال “بعيدة عن التوقعات.. هناك دول لا يجري فيها تطوير أي شيء على الإطلاق”.