مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا تتغلب على تعرفات الجمارك الصارمة

المصدر: موقع الطاقة

حققت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية نموًا ملحوظًا في أسواق أوروبا خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، بالتزامن مع خطط بروكسل لتطبيق تعرفات جمركية صارمة على واردات بكين.

وأفاد تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن العلامات التجارية الصينية استحوذت على 11% من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية في يونيو/حزيران الماضي.

وحققت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية تسجيلات قياسية، إذ تسابقت الشركات الصانعة للتغلب على التعرفات الجمركية الصارمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي، ودخلت حيز التنفيذ في وقت مبكر من الشهر الجاري.

وقادت شركة “سايك موتور” (Saic Motor) المهمة، إذ شحنت سيارتها هاتشباك “إم جي فور” MG4 إلى التجّار بكميات كبيرة، وفقًا للمحللين في شركة “داتا فورس” (Dataforce) للأبحاث، التي جمعت الأرقام.

السيارات الكهربائية في أوروبا

يمكن بيع السيارات الكهربائية الصينية المسجلة، قبل 5 يوليو/تموز 2024، للعملاء دون الرسوم الجمركية الإضافية على السيارات الكهربائية المستوردة.

وسجلت العلامات التجارية الصينية أكثر من 23 ألف سيارة كهربائية تعمل بالبطارية في جميع أنحاء المنطقة خلال الشهر، وهو أكبر عدد على الإطلاق، وفقًا لأرقام شركة الأبحاث “داتا فورس”.

سيارة “إم جي 4” الكهربائية الصينية – الصورة من بلومبرغ

ومثّلت قفزة المبيعات المتتالية بنسبة 72% من مايو/أيار الماضي ضعف الزيادة في تسجيلات السيارات الكهربائية الأوروبية الإجمالية لشهر يونيو/تموز الماضي، حسبما نشره موقع صحيفة “ذا بيزنس تايمز” السنغافورية (THE BUSINESS TIMES).

في المقابل، تخضع واردات السيارات الكهربائية الصينية الصنع من الشركات المصنّعة الغربية، بما في ذلك فولفو كار (Volvo Car) وبي إم دبليو (BMW) وتيسلا (Tesla) للرسوم الجمركية الجديدة.

ويراقب المحللون عن كثب مدى إمكان استدامة مكاسب المبيعات في الأشهر المقبلة، مع ترسيخ الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

من جهتها، تخضع شركة سايك موتور الصينية لرسوم إضافية بنسبة 38%، بسبب الرسوم المؤقتة التي فرضها الاتحاد الأوروبي، في حين ستدفع شركة بي واي دي 17% إضافية على الرسوم الجمركية الحالية البالغة 10%.

وتسارع شركات صناعة السيارات في القارتين إلى إضافة تصنيع السيارات الكهربائية الأوروبية حتى تتمكن من تجنّب الرسوم الجمركية الجديدة، في حين إن التوترات بين بكين وبروكسل تخاطر بالتحول إلى حرب تجارية.

وعلى الرغم من أن شركة سايك المملوكة للدولة كانت مسؤولة عن أكبر قفزة في واردات العلامات التجارية الصينية، فإن نحو 40% من سيارات “إم جي 4” المسجلة في يونيو/حزيران الماضي كانت تسجيلات ذاتية من جانب التجّار، “وليس نموًا صحيًا للغاية”، حسبما قال رئيس المنتج في شركة داتافورس، غابرييل يوهاس.

وتقدّم شركة داتا فورس صفقات تأجير سخية، بما في ذلك عرض سيارات “إم جي 4” MG4 اثنين مقابل واحد في ألمانيا، حيث تعثرت مبيعات السيارات الكهربائية.

على العكس من ذلك، ظهرت علامات على التقدم لدى شركة بي واي دي (BYD)، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم.

وقال المحلل لدى شركة داتا فورس، جوليان ليتزينجر، إن الدفعة التسويقية التي تركزت على بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في ألمانيا، اكتسبت قوة جذب حقيقية لدى المستهلكين.

سيارة فولفو طراز إي إكس 90 الكهربائية الجديدة
سيارة فولفو طراز إي إكس 90 الكهربائية الجديدة – الصورة من رويترز

حوافز السيارات الكهربائية في أوروبا

تشمل الدوافع الأخرى لسوق السيارات الكهربائية الأوروبية في يونيو/حزيران الماضي تقديم الحوافز في إيطاليا، ما ساعد في تحفيز مضاعفة مبيعات السيارات الكهربائية العاملة بالبطارية في البلاد، مقارنة بالعام الماضي.

وأشارت الحكومة الإيطالية إلى أن نحو 200 مليون يورو (216.22 مليون دولار أميركي) من إعانات السيارات الكهربائية الجديدة نفدت في أقل من 9 ساعات.

واستغلت الأسر نحو 60% من هذا المبلغ، وكان المتبقي لصالح الشركات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأدى الارتفاع إلى دفع إيطاليا، التي كانت متأخرة في مبيعات السيارات الكهربائية، إلى المراكز الـ6 الأولى في سوق إقليمية تضم دول الاتحاد الأوروبي ودولًا مثل النرويج وسويسرا التي تشارك في سوقها الموحدة والمملكة المتحدة.

بدورها، تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي اتخذت حكومتها إجراءات صارمة مؤخرًا ضد الواردات التي اكتُشِف أنها مصنوعة في إيطاليا، إلى التقرب من الرئيس الصيني، شي جين بينج.

وبدأت ميلوني بزيارة الصين بهدف تحسين العلاقات، حيث تسعى حكومتها إلى جذب الشركات المصنّعة الصينية.

بوجه عامّ، كان يونيو/حزيران الماضي ثالث أعلى شهر من حيث أحجام السيارات الكهربائية، مع 208 آلاف و872 تسجيلًا في جميع أنحاء المنطقة، بعد ديسمبر/كانون الأول 2022 ومارس/آذار 2023، وقبل يونيو/حزيران 2023 بقليل، وفقًا لرابطة مصنّعي السيارات الأوروبية.

 

شارك هذا الخبر