المصدر: موقع الطاقة
ما زالت السيارات الكهربائية في النرويج تسجّل معدلات نمو قياسية على مستوى المبيعات والتسجيلات ووثائق الملكية، مقارنة بنظيرتها التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.
وأظهرت بيانات محلية حديثة -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تجاوز عدد ملاك السيارات الكهربائية نظيرتها التقليدية في النرويج لأول مرة في تاريخها.
وبلغ إجمالي عدد السيارات المملوكة والمسجلة -حاليًا- في النرويج قرابة 2.8 مليون سيارة شاملة الأنواع التقليدية والكهربائية، بحسب بيانات اتحاد الطرق النرويجي (NRF) المجمعة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتجاوز عدد السيارات الكهربائية في النرويج -حاليًا- أكثر من 754.3 ألف وحدة كهربائية بالكامل، ليتفوق على مثيله من السيارات العاملة بالبنزين، البالغ عددها 753.9 ألف وحدة.
ويُنظر إلى النرويج -ذات الـ5.5 مليون نسمة- بصفتها واحدة من أكبر الدول المتسارعة في كهربة قطاع النقل على مستوى أوروبا والعالم.
تفوّق السيارات الكهربائية في النرويج
تأتي البيانات القياسية حول عدد ملاك السيارات الكهربائية في النرويج، بعد استحواذ مبيعاتها على حصة سوقية بلغت 94% في أغسطس/آب الماضي 2024، لأول مرة في تاريخها.
على العكس من ذلك، تُظهر بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (EAMA)، أن حصة مبيعات السيارات الكهربائية لم تتجاوز 15% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي خلال أغسطس/آب الماضي.
وقال مدير اتحاد الطرق النرويجي (NRF)، أويفيند سولبيرج ثورسن، إن تفوّق عدد السيارات الكهربائية في النرويج على نظيرتها العاملة بالبنزين يمثّل إنجازًا تاريخيًا لم يكن يتوقعه سوى القليل قبل 10 سنوات، بحسب تقرير نشره موقع غلوبال فاينانس (Global Finance).
ويضع هذا الإنجاز التاريخي النرويج على المسار الصحيح لتحقيق هدفها المتمثّل في بيع السيارات الخالية من الانبعاثات بحلول عام 2025، أي قبل 10 سنوات من التاريخ الذي يستهدفه الاتحاد الأوروبي، بحسب المسؤول النرويجي.
وتمنح حكومة أوسلو حوافز ضريبية سخية إلى أصحاب السيارات الكهربائية في النرويج، ضمن جهودها لإبعاد مركبات الوقود الأحفوري عن الطريق، ما يجعل أسعار المركبات الكهربائية قريبة من أسعار سيارات البنزين والديزل والهجينة أمام المستهلكين.
ومع ذلك، تسلط جهود إزالة الكربون الضوء -أيضًا- على صعوبة الموازنة بين سياسات النرويج المؤيدة للمناخ، وكونها دولةً مصدرة للوقود الأحفوري، بل إنها واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في أوروبا الغربية.
ودافع مدير مبادرة تحول الطاقة في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أسجير توماس غارد، عن صادرات النرويج من الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أهمية الغاز الطبيعي بصفة خاصة في تعزيز أمن الطاقة الأوروبي على مدى السنوات الـ15 إلى الـ20 المقبلة.
في الوقت نفسه، أكد توماس غارد ضرورة خفض انبعاثات سلسلة قيمة الغاز الطبيعي عبر استعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في البلاد.
وتريد النرويج أن تحتل مكانة رائدة في هذه التقنيات، من خلال منشأة نورثرن لايتس (Northern Lights) التي اُفتتحت -مؤخرًا- في مدينة أويجاردن لنقل 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في مرحلتها الأولى، وتخزينها بصفة مستديمة.
الرهان المقبل على كهربة النقل الثقيل
يعتقد توماس غارد أن نظام الكهرباء الوطني في النرويج يقترب من الطاقة المتجددة بنسبة 100%، معولًا على عمليات الكهربة في خفض انبعاثات قطاعات النقل والصناعة على مستوى البلاد.
ويضيف أن الخطوة التالية ستكون في توسع معدلات تبني السيارات الكهربائية في وسائل نقل البضائع الخفيفة والثقيلة ورفعها إلى الحصة السوقية نفسها التي تحققت لسيارات الركوب؛ بهدف تحقيق النقل دون انبعاثات.
وتسجل مبيعات السيارات الكهربائية في النرويج معدلات نمو متسارعة بفضل الحوافز الحكومية والإعفاءات الضريبية، التي توفرها الإيرادات المتولدة من تصدير النفط والغاز.
وشهد العام الماضي تسجيل 14 مليون سيارة كهربائية جديدة على مستوى العالم، شكّلت 18% من إجمالي مبيعات السيارات العالمية، بزيادة على حصتها البالغة 14% في عام 2022، وبالمقارنة مع 2% فقط في عام 2018.
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة إلى 1.4 مليون وحدة خلال العام الماضي 2023، بزيادة 40% عن عام 2022، في حين ارتفعت المبيعات في أوروبا وحدها إلى 3.2 مليون وحدة بزيادة 20% عن 2022، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.