المصدر: موقع الطاقة
دفع الطلب على السيارات الكهربائية -الآخذ في التراجع- الشركات المُصنّعة لتغيير خططها، في محاولة مرنة للتكيف مع متطلبات السوق المتقلبة.
ولا تتلاءم أرقام غالبية المبيعات المعلنة للعام الماضي 2023، والربع الأول من العام الجاري 2024، مع تطلعات وطموحات الشركات في نشر طرازاتها الكهربائية، التي اندفعت لتصنيعها استجابة للتعهدات المناخية للحكومات.
ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تناغمت شركات مثل نيسان موتور (Nissan Motor) اليابانية مع هذه التقلبات، وعدّلت خططها طبقًا لمتغيرات كل دولة.
وغيّرت الشركة من خططها التصنيعية والزمنية لطرح طرازات جديدة في أميركا، لتلبية المواصفات الطموحة للمستهلك، في حين تواصلَ ضخ الاستثمارات في مصنع لها بالمملكة المتحدة.
تداعيات تراجع الطلب
على إثر تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، اضطرت شركة نيسان إلى تعديل خطط تطوير الطرازات التي كانت ستُطرح في السوق الأميركية.
وقررت الشركة -المنضمة حديثًا إلى سباق كبريات الشركات المتأثرة بضعف الطلب- تعليق تطوير طرازَي سيدان يعملان بالبطارية في أميركا، وطرح طراز كهربائي مختلف بدلًا من السيارتين السيدان.
ومع تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، انحازت نيسان إلى رغبات المستهلكين ومتطلباتهم، معلنةً طرح طراز كهربائي يعمل بالبطارية من سيارات الدفع الرباعي المفضل لدى الكثيرين، ضمن مجموعة طرازات تستعد لإطلاقها في أميركا.
ولم تستبعد الشركة اليابانية تطوير السيارات السيدان بصورة نهائية، إذ ما زالت تشكّل جزءًا من خريطة إنتاجها، لكن نيسان بررت التركيز على سيارات الدفع الرباعي بأن هذه الطرازات ستُطرح بمعدل أسرع من السيدان.
وتعتزم الشركة تصنيع سيارات الدفع الرباعي في مصنعها بمدينة كانتون في ولاية أوهايو الأميركية، ومع إضافة طراز الدفع الرباعي الجديد لأسطول إنتاجها الأميركي، يرتفع عدد سياراتها المطروحة إلى 5 سيارات.
تعديل الخطط في أميركا
تضمنت تعديلات مرحلة ما بعد ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، تغيير “نيسان” الإطار الزمني لطرح السيارات الـ5 الجديدة في السوق، لضمان أعلى قدر من قدرة السوق على الاستيعاب والاستجابة، وفق ما نقلته رويترز.
وجاء التغييرات التي أقرّتها الشركة استجابةً لطلب الموردين، بعدما دعوا إلى وقف خطط تطوير السيارات السيدان، لحين رصد تغييرات في معدل الطلب على السيارات الكهربائية وطرازاتها المختلفة.
ولم تقتصر إعادة نظر نيسان في خطتها لتطوير الإنتاج على الطرازات فقط، بل امتدت إلى حجم التمويل والاستثمارات أيضًا، وبناءً على ذلك قررت وقف استثمار في مصنع لتجميع مكونات السيارات قيمته 500 مليون دولار في مدينة كانتون أيضًا.
وأوضح مسؤول الشركة في الأميركتين “جيريمي بابين” أن الطلب على السيارات الكهربائية يتطلب قدر من الواقعية، مشيرًا إلى أن نيسان أدت هذا الدور وتفاعلت مع معدل الطلب.
وقال، إن إنتاج الشركة يجب أن يلبي متطلبات العملاء، سواء من ناحية متطلبات الطرازات أو توقيت الطرح، طبقًا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة جي بي نيوز (GB News) البريطانية.
نيسان في المملكة المتحدة
بخلاف السوق الأميركية، تعرض نيسان حاليًا طرازين كهربائيين في المملكة المتحدة، هما: طراز السيدان “ليف”، وطراز أريا كوبيه.
وعززت نيسان مصنعها في مدينة سندرلاند البريطانية بتحديثات لازمة، لتطوير طرازين كهربائيين جدد، في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.
وضخت الشركة استثمارات بقيمة ملياري جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، تتضمن مصنعًا عملاقًا واستثمارًا في مشروعات البنية التحتية وسلاسل التوريد.
(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا).
وتنظر الحكومة البريطانية إلى استثمارات “نيسان” بوصفها داعمًا لصناعة السيارات في المملكة المتحدة، وكشف رئيس الحكومة ريشي سوناك أن الشركة اليابانية تعزز الاقتصاد المحلي سنويًا بنحو 71 مليار جنيهًا إسترلينيًا.
وقال سوناك، إن مشروع مصنع “سندرلاند” من المتوقع أن يشكّل دعمًا مهمًا لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة.
إستراتيجية نيسان
أدركت شركة نيسان موتور اليابانية أن ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، الواضح في معدل المبيعات المنخفض، يحتاج إلى التكيف معه عبر تعديل الخطط الإنتاجية والزمنية والمالية أيضًا.
وجاءت مرونة تعديل الخطط رغم أن نيسان تعدّ من الشركات الرائدة في الصناعة، إذ كشفت البيانات تخطّي مبيعاتها حاجز المليون سيارة في يوليو/تموز العام الماضي.
وبرهن طراز ليف (Leaf) الكهربائي للشركة على ريادته العالمية، وارتفعت مبيعاته إلى 650 ألف سيارة.
ولم تكن نيسان وحدها ضمن شركات صناعة السيارات التي تسعى لتجاوز ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، واندفعت شركات عدّة إلى استعادة زخم السيارات الهجينة مرة أخرى، في حين تمسكت بعض الشركات بسيارات محرك الاحتراق الداخلي.
ويخشى محللون من عدم توافق توقعات المبيعات الإيجابية المستندة إلى خطط انتشار قوية، مع معدل إقبال المستهلكين على الشراء، والذي تُرجم إلى أرقام أكدت تراجع الطلب على السيارات الكهربائية.