المصدر: موقع الطاقة
يحظى شحن المركبات الكهربائية بدور متزايد عالميًا، في ضوء التوجه لخفض الوقود الأحفوري والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويبدو أن هناك 3 اتجاهات حديثة في سوق شحن المركبات الكهربائية تُبشر بتغيير ملامح القطاع في المستقبل، بحسب ما نشرته منصة “بلومبرغ نيو إنرجي فايننس“.
وفي هذا الصدد، يحمل التوسع في اعتماد السيارات والمركبات الكهربائية عالميًا؛ إمكانات ضخمة لنمو القطاع الواعد للدخول في شراء الكهرباء وبيعها، والتوسع في إقامة نقاط شحن الشاحنات على الطرق ونقاط الشحن اللاسلكي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تجارة الكهرباء
يفتح انتشار المركبات الكهربائية على نطاق واسع مؤخرًا، آفاقًا واعدة لدخول المصنعين سوق الكهرباء، وتحقيق أرباح، وهو ما يمنحهم مرونة أكبر على مدار العقود المقبلة.
وتتوقع “بلومبرغ نيو إنرجي فايننس”، في تقريرها “سيناريو التحول الاقتصادي”، أن تصل القدرة المجمعة لتخزين الكهرباء في كل المركبات الكهربائية إلى 52 تيراواط/ساعة بحلول عام 2040، وهو ما يفوق بـ579 مرة قدرات تخزين الشبكة حاليًا.
ووفق التقديرات، سيستهلك شحن المركبات الكهربائية 3 آلاف و200 تيراواط من الكهرباء سنويًا، وهو ما يمثل نحو 9% من الطلب العالمي على الكهرباء.
ويمكن لبطاريات المركبات الكهربائية، تغذية الشبكة بالكهرباء، ويبحث مصنعو السيارات الأنماط التجارية والتكنولوجيا الضرورية لذلك، بهدف تحقيق عوائد مادية.
وفي هذا الصدد، كشفت شركة جنرال موتورز (General Motors) الأميركية، النقاب عن تقنية الشحن ثنائي الاتجاه “من المركبة إلى المنزل”، والعكس، في عدد من طرازاتها الكهربائية بحلول عام 2026.
كما بدأت شركة رينو (Renault) إتاحة تقنية الشحن “من المركبة إلى الشبكة”، في سيارتها الكهربائية “آر 5” بفرنسا وألمانيا خلال العام المقبل (2024).
وعرضت شركة تيسلا (Tesla) الأميركية في ولاية تكساس، خدمة شحن سياراتها الكهربائية من المنزل ليلًا مقابل 25 دولارًا شهريًا.
في حين أتاحت لمالكي بطاريات “باور وول” في كاليفورنيا الحصول على دولارين لكل كيلوواط/ساعة يضيفونه إلى الشبكة.
ومن شأن ذلك أن يُدر على مالكي سيارات تيسلا مبلغًا يتراوح بين 200 و500 دولار سنويًا.
وباور وول عبارة عن بطارية ليثيوم أيون طوّرتها شركة تيسلا لتخزين الكهرباء من الطاقة الشمسية داخل المنازل.
كما أعلنت شركة فولكسفاغن (Volkswagen) الألمانية عبر وحدة “إيلي” التابعة لها، بدء تجربة تداول الكهرباء عبر أكبر سوق للكهرباء قصيرة الأجل في ألمانيا “إيبكس سبوت”.
وجمعت شركة إي في إنرجي (ev.energy) في المملكة المتحدة 33 مليون دولار؛ للتوسع في برنامج محطة الكهرباء الافتراضية لشحن السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وأوروبا.
يتضمن ذلك تقنية “من المركبة إلى الشبكة”، وشحن أكثر من 120 ألف سيارة كهربائية في أوقات مواتية لشبكة الكهرباء.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر دول العالم من حيث نصيب الفرد في امتلاك السيارات الكهربائية:
نقاط شحن الشاحنات
سجّلت نقاط شحن الشاحنات نموًا ملحوظًا مؤخرًا، وعلى الرغم من أن عدد الحفارات الكهربائية بلغ 6 آلاف و500 وحدة في كل دول العالم باستثناء الصين، تتوقع منصة “بلومبرغ نيو إنرجي فايننس” أن يرتفع الرقم إلى 12 مليونًا بحلول عام 2040، وهو ما يتطلب توفير 280 ألف نقطة شحن عامة.
أعلنت شركة “واط إي في” (WattEV) المتخصصة في البنية الأساسية لشحن الشاحنات الكهربائية، افتتاح أولى محطات شحن الشاحنات الكهربائية في الولايات المتحدة، والتي يمكنها شحن 26 شاحنة في وقت واحد بـ5 ميغاواط من كهرباء الشبكة فقط.
يُعَد ذلك إنجازًا مقارنة بنقاط شحن الشاحنات الكهربائية والأخرى التي تسحب من الشبكة أكثر من 25 ميغاواط، وهو ما يعادل حجم استهلاك الكهرباء في مدينة كاملة.
وأعلنت شركات دايملر تراك (Daimler Truck) في أميركا الشمالية وبلاك روك (BlackRock) ونيكست إرا إنرجي (NextEra Energy)، إقامة مشروع مشترك أطلقت عليه غرين لان (Greenlane)، لتطوير شبكة شحن لمركبات شحن البضائع الكهربائية، باستثمارات تزيد على 650 مليون دولار.
كما أقام تحالف شركات دايملر تراك (Daimler Truck) وتراتون غروب (Traton Group) وفولفو غروب (Volvo Group)، شبكة شحن عالية الأداء، لشاحنات النقل الثقيل في أوروبا، تحمل اسم ميلينس (Milence).
في سياق متصل، تسعى شركة تيسلا للحصول على تمويل حكومي قدره 100 مليون دولار، لبناء محطات شحن الشاحنات نصف المقطورة، على الطريق الواصل بين جنوب تكساس وشمال كاليفورنيا.
الشحن اللاسلكي
يحمل شحن المركبات الكهربائية اللاسلكي، ميزات عدة؛ أهمها: سهولة الشحن وخفض تكاليف الصيانة، ورغم ذلك تواجه التقنية الجديدة تحديات كثيرة؛ منها ارتفاع تكلفتها على عكس الطريقة السلكية التقليدية.
ورغم التحديات؛ اتخذت شركة تيسلا الأميركية نهجًا مغايرًا بشرائها شركة ويفريون (Wiferion) الألمانية الناشئة في مجال الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية.
كما أشارت تيسلا عملاقة السيارات الكهربائية إلى احتمال استعمال نقاط الشحن اللاسلكية في سياراتها الكهربائية، وذلك خلال يوم المستثمر الذي عقد في مارس/آذار 2023.
في السياق ذاته، تجري شركة السيارات غينيسيس (Genesis) التابعة لشركة هيونداي (Hyundai) الكورية الجنوبية، تجارب لاستعمال 23 منصة شحن لاسلكية في كوريا الجنوبية.
كما تختبر فولكسفاغن الألمانية تجربة نقاط شحن لاسلكية بقدرة 300 كيلوواط، في مركزها الخاص بالابتكار بمدينة نوكسفيل في ولاية تينيسي الأميركية.