المصدر: موقع الطاقة
كشف أول مصنع بطاريات سيارات كهربائية في إندونيسيا عن مُستهدَفه لزيادة سعته الإنتاجية، في إطار سياسته الرامية لتعزيز حصته السوقية، واتساقًا مع خطة أوسع تنتهجها جاكرتا لتوطين صناعة السيارات الكهربائية صديقة البيئة.
وتستهدف إندونيسيا أن تصير مركزًا عالميًا لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مدعومةً بامتلاكها رُبع الاحتياطي العالمي من النيكل، أحد المعادن الرئيسة اللازمة لتلك الصناعة سريعة النمو، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي العام قبل الماضي (2021)، لامس إنتاج جاكرتا من النيكل مليون طن، وفق أرقام هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي معرض تلك الجهود، يُخطط أول مصنع بطاريات سيارات كهربائية في إندونيسيا لتعزيز سعته الإنتاجية إلى 30 غيغاواط/ساعة سنويًا من السعة المبدئية البالغة 10 غيغاواط/ساعة سنويًا، وفق ما صرّح به وزير الاستثمار الإندونيسي بهليل لهاداليا.
بصمة هيونداي
أنُشئ أول مصنع بطاريات سيارات كهربائية في إندونيسيا بوساطة شركة هيونداي موتور Hyundai Motor عملاقة صناعة السيارات الكورية الجنوبية، وشركة إل جي إنرجي سوليوشنز LG Energy Solutions، المتخصصة في إنتاج البطاريات، بحسب ما أورده موقع أرغوس ميديا argus media.
ومن المقرر أن يكون المصنع الكائن في جزيرة جاوه الغربية -أيضًا- أكبر مصنع بطاريات سيارات كهربائية في جنوب شرق آسيا، وفق ما أعلنه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.
وقد انطلقت أعمال البناء في المصنع في عام 2021، ومن المقرر أن يدخل حيز الإنتاج في مطلع العام المقبل (2024).
وكان من المقرر أن تلامس السعة الإنتاجية الأصلية للمصنع، 10 غيغاواط/ساعة سنويًا من بطاريات النيكل، وهو ما يكفي لإمداد 180 ألف وحدة من السيارات الكهربائية بالبطاريات.
استثمارات بالمليارات
من الممكن أن يدخل المصنع حيز الإنتاج بحلول مارس/آذار (2024)، مع احتمالية توسيع مرحلة ثانية من شأنها أن ترفع سعة المصنع إلى 30 غيغاواط/ساعة سنويًا، وفق ما قاله وزير الاستثمار الإندونيسي بهليل لَهاداليا.
وتسلط السعة الإنتاجية المحتملة لمصنع بطاريات السيارات الكهربائية الضوء على خطة استثمارية لإنتاج البطاريات، قيمتها 9 مليارات دولار، استحدثها تحالف أوروبي، وأُعلنها في شهر يونيو/حزيران (2023).
ومن الممكن أن تُسهم الخطة المذكورة في الوصول بسعة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية إلى 20 غيغاواط/ساعة سنويًا، في مرحلتها الأولى.
وقال لهاداليا، في تصريحات بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول (2023): “ولذا ستبني إل جي وهيونداي سعة قدرها 30 غيغاواط، وهذا التزام استثماري ما زلنا نتحدث عنه حتى الآن”.
وأضاف: “هذا هو طموح الرئيس (ويدودو) الذي دائمًا يوجهنا لبناء مثل تلك الأنشطة”.
نظام بيئي متكامل
يُعد أول مصنع بطاريات سيارات كهربائية في إندونيسيا جزءًا لا يتجزأ من تطوير نظام بيئي متكامل أكبر للسيارات الكهربائية في البلد الكائن جنوب شرق آسيا، حسب تصريحات ويدودو التي أدلى بها على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا)، بعد زيارته لموقع البناء في 14 سبتمبر/أيلول (2023).
وأضاف الرئيس الإندونيسي: “مع تأسيس نظام بيئي طبيعي للسيارات الكهربائية، يحدونا الأمل في أن تقتحم إندونيسيا سلسلة إمدادات السيارات الكهربائية العالمية”.
استثمارات ميتسوبيشي
تُخطط ميتسوبيشي Mitsubishi، رائدة صناعة السيارات اليابانية، لضخ استثمارات إضافية قوامها 5.7 تريليون روبية إندونيسية (371 مليون دولار )، لزيادة سعة إنتاجها من السيارات الكهربائية في إندونيسيا إلى 250 ألف وحدة بحلول العام المقبل (2024)، بحسب بيان صادر عن وزارة الصناعة الإندونيسية.
* (روبية إندونيسية = 0.000065 دولارًا أميركيًا)
وتستهدف ميتسوبيشي ضخ استثمارات رأسمالية بقيمة 12.3 تريليون روبية في إندونيسيا خلال العام الجاري (2023)، وفق البيان ذاته.
وتعهدت إندونيسيا بتأسيس نظام بيئي متكامل للسيارات الكهربائية خلال الأعوام الـ5 المقبلة، في أعقاب نجاحاتها الأخيرة التي حققتها في مجال المواد الوسيطة الخاصة بالنيكل.
وتبرز جاكرتا على رأس قائمة الدول الموردة للنيكل المعالَج في أعقاب حظر صادرات خام النيكل الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2020.
هدف طموح
قال الوزير المنسق للشؤون البحرية والاستثمار الإندونيسي لوهوت بانجيتان، إن بلاده تستهدف تصنيع سياراتها الكهربائية بحلول عام 2025 أو 2026، خلال تصريحات أدلى بها في أثناء حضوره ورشة عمل في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في 14 سبتمبر/أيلول (2023).
وأوضح بانجيتان أن إندونيسيا تجذب -الآن- شركات تصنيع السيارات الكهربائية للاستثمار في البلاد، من بينها جيلي Geely، واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات الكهربائية في الصين.
وأضاف: “تحدثنا مع جيلي منذ أشهر قليلة، ومنذ يومين، عرضنا عليها إجراء بحث مشترك لتطوير سيارات كهربائية في إندونيسيا”.
وأشار إلى أن الشركة الصينية رحبت بالفكرة، قائلًا: “نحن نناقش -حاليًا- التقنيات وخطة البحث المشتركة”.
وفي السياق ذاته، لفت الوزير المنسق للشؤون البحرية والاستثمار الإندونيسي لوهوت بانجيتان، إلى أن امتلاك إندونيسيا لسياراتها الكهربائية وتصنيعها هو أكبر زخم، آخذًا في الحسبان التحول العالمي السريع من سيارات الوقود الأحفوري إلى الكهربائية.
وتجاوزت السوق العالمية للسيارات الكهربائية نقطتها الحرجة التي تتراوح من 5% إلى 10%، ما يتيح نموًا سريعًا لتجارة السيارات الكهربائية.
وفي غضون ذلك لامس قطاع التصنيع الإندونيسي نقطته الحرجة، بعدما استأثرت السيارات الكهربائية بـ10% من المبيعات العالمية.
وفي هذا الصدد اختتم بانجيتان تصريحاته بقوله: “هذه فرصة سانحة لإندونيسيا، كي تمتلك سياراتها الكهربائية المصنعة محليًا، ومن خلال هذا البحث المشترك، يمكننا أن نحقق قفزات”.