المصدر: موقع الطاقة
تتيح عمليات تبديل البطاريات للدراجات الكهربائية ذات العجلتيْن أو العجلات الـ3، في غضون دقيقة واحدة، فرصة انتشار المركبات الكهربائية تلك في دول آسيا.
وأثبتت شركات مثل غوغورو التايوانية أن الدراجات ذات العجلتيْن أو العجلات الـ3 مناسبة تمامًا لمبادلات البطاريات، التي يمكن أن تخفّف من القلق بشأن نطاق السيْر، حسبما نشرته مؤخرًا وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
يأتي ذلك وسط شغف الكثيرين في الدول الآسيوية بهذا النمط من وسائط التنقل الكهربائية، التي تعمل بالبطارية ولا تُصدِر أي ضوضاء أو تُحدث اهتزازًا أو تطلق انبعاثات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
التحكم بتطبيق ذكي
يمكن التحكم بالدراجات الكهربائية، التي يستغرق شحنها الكامل دقيقة واحدة فقط، باستعمال تطبيق الهاتف الذكي.
وتتيح شركة غوغورو -التي يقع مقرها في العاصمة التايوانية تايبيه- تبديل بطارية الدراجات الآلية الكهربائية، بما يسمح بقيادتها لمسافة تصل إلى 630 كيلومترًا (392 ميلًا) شهريًا، وكل ذلك مقابل رسوم اشتراك تبلغ 849 دولارًا تايوانيًا جديدًا (27.80 دولارًا).
ويعمل تطبيق الهاتف الذكي على تحديد موقع أقرب محطة تبديل ببطاريات مشحونة في المخزون طوال أيام الأسبوع.
لدى وصول سائق الدراجة الكهربائية إلى المحطة، يسحب بطاريات دراجته البخارية الفارغة ويدخلها في جهاز يشبه آلة البيع، ثم يوزع البطاريات الجديدة. وفي غضون 60 ثانية، يمكنه السير على الطريق مرة أخرى لمسافة 40 ميلًا (64.37 كيلومترًا) من النطاق الجديد.
في الهند، على سبيل المثال، يُعدّ ما يقرب من 80% من الدراجات المبيعة ذات العجلتين، وتمثّل الدراجات الآلية والعربات الصغيرة ما يقرب من ثلث الوقود المستهلك على الطريق، وفقًا لمجموعة أبحاث الطاقة النظيفة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
يقول المحلل في بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، ألين توم أبراهام: “يمكن أن تساعد كهربة دراجات العجلتيْن والعربات على زيادة التخفيف من الانبعاثات في هذا العقد، قبل أن يبدأ استعمال السيارات الكهربائية في قطاعات أخرى”.
في عام 2020، كانت 2% فقط من الدراجات ذات العجلتيْن في جنوب شرق آسيا تعمل بالكهرباء. وتتوقع مجموعة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس أن يصل هذا الرقم إلى 20% بحلول عام 2030، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى تبديل البطاريات.
أسباب انتعاش تبديل البطاريات
اليوم، تفيد شركة غوغورو التايوانية بأن لديها أكثر من 500 ألف مستعمل نشط شهريًا وأكثر من 260 مبادلة على شبكتها كل دقيقة، بالإضافة إلى برامج تجريبية في إندونيسيا والفلبين والهند.
وفي الهند، تبيع شركة آر إيه سي إي إنرجي، ومقرّها مدينة حيدر آباد، مجموعات التعديل التحديثي لتحويل عربات الريكاشة الصغيرة ذات العجلتيْن، التي تعمل بالبنزين، إلى طرازات كهربائية مع إمكان تبديل البطاريات في محطاتها.
وفي سنغافورة، تقدّم شركة بطاريات “إم أو باتريز” برنامجًا تجريبيًا محليًا للمبادلة، ولديها خطط لدخول ماليزيا، وتختار الشركة مبادلة البطارية مع شركة دي إتش إل للخدمات اللوجستية الثقيلة في فيتنام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
لقد جذبت إمكانات تبديل البطاريات الشركات متعددة الجنسيات إلى القطاع، وبنت شركة هوندا موتور -مؤخرًا- أول محطة تبديل بطاريات لسائقي الدراجات الآلية في العاصمة اليابانية طوكيو.
ويتناقض هذا الحماس مع توجهات الشركات الغربية، التي فشلت جهود تبديل البطاريات فيها إلى حد كبير، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 6 أبريل/نيسان الجاري.
فقد انطلقت شركة بيتر بلايس الإسرائيلية الناشئة في عام 2007 لاستهداف تبديل البطاريات لسيارات السيدان الكهربائية، ولكن بحلول عام 2013 أفلست، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى التكلفة الباهظة لتطوير البنية التحتية لشحن السيارات ومبادلتها.
في العام نفسه، كشفت شركة تيسلا خطة لتمكين تبديل البطارية لمدة 90 ثانية للطراز S، لكنها لم تطرحها على نطاق واسع.
ويقول المحلل في بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، ألين توم أبراهام: إن محطات تبديل البطارية للدراجات النارية الصغيرة وعربات الريكاشة أسهل في البناء والتمويل من نظيراتها الخاصة بالسيارات.
في المقابل، تعتاد شركات مثل غوغورو التايوانية على توقيع شراكات تضمن استعمال العديد من مصنعي السيارات بطارية قياسية قابلة للمبادلة.
على النقيض من ذلك، أدت قابلية المبادلة المحدودة لبطاريات السيارات إلى جعل عملية التبديل أمرًا صعبًا في كل مكان تقريبًا خارج الصين.
ويعرف شيتان مايني، الذي ابتكر أول سيارة كهربائية في الهند “ريفا”، مدى صعوبة دفع السائقين إلى استعمال المركبات الكهربائية.
في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، عندما شرعت شركة مايني في بيع سيارة ريفا، كان اعتماد المركبات الكهربائية في الهند محدودًا بسبب التكاليف الأولية المرتفعة والحد الأدنى من البنية التحتية للشحن، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واستغرق الأمر منه عقدًا من الزمن لتطوير عمل يمكنه تجاوز هذه القيود؛ في عام 2017، شارك مايني في تأسيس شركة صَنْ موبيليتي، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال تبديل البطاريات في مدينة بنغالور، وتتعاون مع نحو 10 مُصنِّعين لعربات الريكاشة والدراجات النارية الكهربائية.
ويمكن للعملاء تبديل بطارياتهم في ما يقرب من 300 محطة صن موبيليتي في 18 مدينة.
ويقول مايني إن السماح للسائقين بالاشتراك بفاعلية في الوصول عند الطلب يجعل الكهربة أكثر قابلية للإدارة من الناحية المالية، إذ تمثّل البطاريات نصف تكلفة السيارة الكهربائية تقريبًا.
وبدعم من شركة بوش الألمانية، التي تمتلك 26% من أسهم الشركة الناشئة، تتعامل شركة صَنْ موبيليتي مع نحو 15 ألف عميل -بزيادة 650% عن العام الماضي- وتعمل مع مستثمرين على جمع 100 مليون دولار على الأقل لمزيد من التوسع، وفقًا للشريك المؤسس أجاي جويل.
على صعيد آخر، يقدّر مايني أن سائقي الدراجات الكهربائية يوفرون ما يصل إلى 40% من التكاليف الشهرية.
الخطوة المقبلة للتبديل
بالنسبة إلى بعض الشركات الناشئة التي تتبادل البطاريات، فإن كهربة السيارة تمثّل مجرد بداية.
يقول مؤسس شركة غوغورو، الرئيس التنفيذي، هوراس لوك، إن شركته تحوّل -حاليًا- بعض محطاتها التي يزيد عددها على 12 ألف محطة إلى ما يسمى “محطات الكهرباء الافتراضية”، ما يعني أن البطاريات المتوقفة يمكن أن ترسل الكهرباء مرة أخرى إلى الشبكة عندما يرتفع الطلب.
واختبرت شركة غوغورو هذه الفكرة في 10 محطات في تايوان حتى الآن، ويقول لوك إنه يستعد لتحقيق الدخل من الخدمة.