المصدر: موقع الطاقة
تبدأ شركة بي واي دي الصينية شراكة جديدة للاستثمار في تركيا، بعد أقل من شهر من ضخ استثمار ملياري في أنقرة بصناعة السيارات الكهربائية، إذ تعتزم العمل بصناعة أنظمة تخزين الطاقة، مدفوعة بحوافز أعلنتها حكومة أنقرة لنشاط صناعة المركبات الكهربائية في السوق المحلية.
وقالت شركة “واي إي أوه تكنولوجي” التركية YEO Technology، التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها، إنها أبرمت اتفاقًا للاستحواذ على 51% من أسهم شركة “غرايت باور” Great Power، التابعة لعملاقة صناعة السيارات الصينية، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي يوليو/تموز الماضي 2024، وافقت شركة “بي واي دي” على صفقة بقيمة مليار دولار لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في تركيا، بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ألف مركبة سنويًا، ويُتوقع أن يبدأ الإنتاج في نهاية عام 2026، ويوفر نحو 5 آلاف فرصة عمل.
وجاء الاتفاق في إطار مساعي “بي واي دي” -ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم بعد تيسلا الأميركية- للاستفادة من سوق الاتحاد الأوروبي الكبيرة، في وقت تفرض فيه بروكسل وواشنطن قيودًا على وصول وارداتها من المركبات الكهربائية القادمة من الصين.
شراكة بي واي دي الصينية
قالت شركة واي إي أوه التركية، إنها وقّعت اتفاقًا مع شركة تابعة لشركة بي واي دي الصينية لتدشين مشروع مشترك تمتلك فيه الأولى 51%، والباقي للثانية.
وتعمل الشركة المشتركة الجديدة في إنتاج بطاريات تخزين الطاقة، تحت العلامتين التجاريتين “ريب باتري” و”غرايت باور”، وفق ما أعلنته الشركة التركية، حسبما ذكر موقع “بلقان غرين إنرجي نيوز”، يوم الخميس 1 أغسطس/آب 2024.
وفي 9 يوليو/تموز الماضي، أعلنت بي واي دي استثمار أكثر من مليار دولار في مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية، وهو ما حظي باهتمام المسؤولين في أنقرة على أعلى مستوى، إذ حضر الرئيس رجب طيب أردوغان ومؤسس الشركة الصينية وانج تشوانفو حفل توقيع الصفقة في إسطنبول، وفقًا لوسائل إعلام رسمية محلية حينها.
وقال وزير الصناعة التركي محمد فاتح كاجير، إن صفقة بي واي دي كانت علامة على “إمكانات البلاد لكي لا تصبح مركزًا للاستثمارات الدولية فحسب، بل أيضًا مركزًا للابتكار والتكنولوجيا الخضراء المتقدمة، كما سيكون المصنع الجديد قادرًا على تصنيع المركبات الكهربائية والهجينة، وسيضمّ مركزًا للأبحاث والتطوير”.
وأضاف كاجير أن تركيا تُجري “محادثات مكثفة” مع شركات صناعة السيارات الأخرى في أوروبا وآسيا بشأن الاستثمار، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى جذب رأس المال الأجنبي لإعطاء زخم للإصلاحات الاقتصادية الشاملة.
وأشار المحللون إلى الاستثمار بكونه دليلًا على أن شركات صناعة السيارات الصينية تعمل على تطوير أسواقها لتجنُّب الإجراءات الحمائية في أسواقها المختلفة، بما فيها تركيا، التي فرضت قيودًا على الواردات من بكين مؤخرًا، في صورة تعرفة جمركية إضافية بنسبة 40% على كل أنواع السيارات الصينية.
تصدير الإنتاج إلى أوروبا
من المقرر أن توجّه الشركة الجديدة المشتركة بين بي واي دي الصينية وواي إي أوه التركية إنتاجها من بطاريات تخزين الطاقة في المرحلة الأولى إلى سوق أنقرة المحلية وأوروبا، إضافة إلى الدول الأفريقية. يُذكر أن شركة “غرايت باور” انضمت مؤخرًا إلى قائمة “بلومبرغ إن إي إف” لمصنّعي بطاريات التخزين من الدرجة الأولى.
وفي العام الماضي (2023)، قالت شركة ريب باتري، إنها ستبدأ الإنتاج في نهاية 2024 من مصنعها في منطقة توزلا في إسطنبول.
وتستهدف الشركتان التركية والصينية الاستفادة من حوافز أعلنتها الحكومة في أنقرة مؤخرًا، إذ أعلنت أنها ستقدّم 5 مليارات دولار في صورة حوافز لإنتاج نحو 150 ألف سيارة كهربائية، كما ستخصص 4.5 مليار دولار لتصنيع البطاريات ذات سعة لا تقل عن 5 غيغاواط/ساعة سنويًا، كما تستهدف الحكومة إنتاج مليون مركبة كهربائية و80 غيغاواط/ساعة من بطاريات التخزين سنويًا، على المدى الطويل.
يُذكر أن غرايت باور تأسست عام 2001، وتدير حاليًا 9 مصانع، تبلغ طاقتها 65 غيغاواط/ساعة، إذ تنتج بطاريات الليثيوم أيون، وأنظمة تخزين الطاقة، بينما تتركز أنشطة شركة واي إي أوه تكنولوجي في حلول تخزين الطاقة وشبكات الكهرباء والمحولات عالية الجهد ومحطات الطاقة المتجددة، إضافة إلى المرافق الصناعية والتجارية ومنشآت الهيدروجين.
