المصدر: موقع الطاقة
تترقب أوروبا إنتاج أول طرز السيارات الكهربائية الصينية، من خلال شراكة بين شركتي “ليب موتور” (Leapmotor)، ورائدة الصناعة متعددة الجنسيات ستيلانتس (Stellantis).
وبحسب تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، من مصادر قريبة الصلة بالموضوع، فإن الشركتين تعتزمان إقامة مشروع مشترك، هو مصنع “تيتشي” Tychy، نسبة إلى مدينة في بولندا.
وأعلنت الشركتان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن “ستيلانتس” تعتزم استثمار نحو 1.5 مليار يورو (1.64 مليار دولار أميركي)، للاستحواذ على 20% من “ليب موتور”، ما يجعلها من أكبر المساهمين في الشركة.
ويأتي هذا الإعلان متزامنًا مع حملة يقودها بعض الخبراء وأطراف الصناعة في أوروبا من المنافسة الصينية في مجال السيارات الكهربائية وصناعات الطاقة المتجددة.
السيارات الكهربائية الصينية في بولندا
كشفت مصادر عن أن الشركة المشتركة بين “ستيلانتس” متعددة الجنسيات و”ليب موتور” ستبدأ إنتاج السيارات الكهربائية الصينية في مصنع بولندا خلال يونيو/حزيران 2024، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقال أحد المصادر، إن الشركة ستنتج السيارة الكهربائية الصغيرة “تي زيرو 3” T03، إذ يجري تحويل المركبة المجمعة جزئيًا إلى وحدة كاملة الصنع.
واختارت ستيلانتس موقع مصنع السيارات الكهربائية الجديد في بولندا، العام الماضي 2023، بعدما اتفقت مع ليب موتور على إقامة شركة مشتركة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب الاتفاق بين الشركتين، يجري تأسيس مشروع “ليب موتور العالمية” بقيادة ستيلانتس بنسبة 51/49، ويتمتع بحقوق حصرية لتصدير وبيع وتصنيع منتجات “ليب موتور” خارج الصين.
ووفق بيان على الموقع الإلكتروني لستيلانتس -حينها- تُعد هذه الشراكة الأولى عالميًا في قطاع السيارات الكهربائية بين شركة تصنيع سيارات رائدة وشركة صينية متخصصة في تصنيع مركبات الطاقة المتجددة.
وأضاف البيان، أن الشراكة تهدف إلى دعم مبيعات “ليب موتور” اعتمادًا على مكانة “ستيلانتس” في عديد من المناطق بدءًا من أوروبا.
كما تسعى “ستيلانتس” إلى الاعتماد على نظام “ليب موتور” المبتكر في صناعة السيارات الكهربائية الصينية، الذي يتسم بالكفاءة من ناحية التكلفة، للإسهام في تحقيق أهداف إستراتيجية “Dare Forward 2030″، واستكشاف مجالات التعاون الأخرى التي تحقق مزيدًا من الأرباح للطرفين.
وكان من الأسباب الرئيسة لاختيار موقع مصنع السيارات الكهربائية الصينية في مدينة تيتشي البولندية، هو التأكد من التكلفة المنخفضة لهذا الطراز المزمع إنتاجه، حتى تستطيع الشركتان تقديم منتج رخيص لقطاع عريض من المستهلكين.
نطاق السيارة
يبلغ نطاق السيارة T03، التي تنتجها ستيلانتس وليب موتور في بولندا، نحو 280 كيلومترًا (174 ميلًا)، وهي من الطرز التي تصدرها “ليب موتور” إلى الأسواق الأوروبية، متضمنة فرنسا، بسعر يبدأ عند 20 ألف يورو (21.8 ألف دولار أميركي).
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
وتستطيع شركة “ستيلانتس” متعددة الجنسيات، أن تنافس بمنتجها الجديد المرتقب في بولندا، الذي تفرزه شراكتها مع “ليب موتور” شركات أوروبية وصينية على رأسها: “رينو” الفرنسية Renault، و”داسيا” الرومانية Dacia، و”بي واي دي” الصينية BYD.
وكانت “ليب موتور” قد أخبرت وكالة رويترز، في وقت سابق من شهر مارس/آذار الجاري، أن فريق العمل التنفيذي للشركة المشتركة موجود في موقع المصنع.
وأشارت إلى أنها تعتزم قريبًا جدًا بيع سيارة الدفع الرباعي “سي 10″، وهو أول الطرز التي أنتجتها الشركة للأسواق الخارجية، في أسواق ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وتصدر شركات السيارات الصينية العديد من السيارات الكهربائية الرخيصة إلى أوروبا، ما أشعل السباق مع منتجي القارة من الأساطير المعروفة في القطاع على مر السنين لتطوير مركبات أقل تكلفة وسعرًا.
وتصاعد التوتر على مستوى أعلى بين بكين والاتحاد الأوروبي، الذي يحقق -حاليًا- في مدى استفادة مصنعي السيارات الكهربائية الصينية من دعم غير عادل.
وتعتزم عدد من الشركات الصينية تدشين خطوط تجميع مركبات في أوروبا. وعلى سبيل المثال أعلنت “بي واي دي” خطة إقامة خط إنتاج في المجر.
بينما تعتزم شركة “شيري” Chery إقامة خط إنتاج شبيه في كل من إيطاليا وإسبانيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت تقارير إعلامية أشارت في مطلع عام 2024 إلى أن ستيلانتس تستهدف إنتاج أول طرز “ليب موتور” في أوروبا في إيطاليا، بعدد 150 ألف وحدة سنويًا.
غير أن اختيار المدينة البولندية قد يكون بسبب تصنيع العديد من طرز السيارات “فيات” التابعة لستيلانتس متضمنة السيارات التي تعمل بمحرك الوقود الأحفوري والهجينة مثل “فيات 500″ و”فيات 600” و”جيب أفينجر”، بالإضافة إلى “ألفا روميو ميلانو”، المخطط إطلاقها الشهر المقبل (أبريل/نيسان 2024).