المصدر: موقع الطاقة
اختفت السيارات الكلاسيكية بصورة شبه كاملة منذ عقود مع ظهور المركبات الأحدث وانتشارها على مستوى العالم، ما دفع الطرازات القديمة إلى زاوية النسيان وأركان المتاحف التاريخية، التي تحكي قصة تطور الصناعة منذ عشرينيات القرن الماضي.
وتتجه شركات السيارات الكهربائية إلى اقتحام عالم السيارات التراثية القديمة لإعادة إحيائها من جديد مع خيارات العمل بالبطاريات، ما قد يمثل عامل جذب لمحبي هذا النوع من المركبات، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
في هذا السياق، تستعد شركة السيارات البريطانية إلكتروجينك “Electrogenic” لإحياء طرازات السيارات الكلاسيكية من جديد، مع تعديلها إلى موديلات كهربائية مناسبة لاتجاه السيارات الكهربائية الحديثة.
وأعادت الشركة البريطانية تصميم طراز السيارة رولز رويس فانتوم لعام 1929 من جديد، في إطار خطة تستهدف طرح مزيد من السيارات الكلاسيكية بروح عصرية، وفقًا لتقرير نشره موقع كاربز “car buzz” المتخصص.
عودة فانتوم 1929 بمواصفات جديدة
تبلغ قوة الطراز الكهربائي الجديد للسيارة رولز رويس فانتوم 201 حصان، كما يمكنها قطع مسافة تصل إلى 150 ميلًا في الشحنة الواحدة، وفقًا لبيانات تفصيلية عن هذا الطراز رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتقول شركة إلكتروجينك إنها بذلت آلاف الساعات من العمل الابتكاري لتحويل طراز السيارة رولز رويس فانتوم 1929 إلى نسخة كهربائية معاصرة أفضل من نسختها الأصلية ذاتها على حد تعبيرها، ما يعد تطورًا في عالم السيارات الكلاسيكية.
ولا يلقى اتجاه تحويل السيارات الكلاسيكية إلى طرازات كهربائية استحسانًا من الجميع، ومع ذلك فإن بعض الطرازات القديمة يمكنها أن تعمل بصورة أفضل إذا جرى تحويلها إلى العمل بالبطاريات الكهربائية، كما هو الحال مع رولز رويس فانتوم 1929.
أحلام المؤسس تتحقق
يأتي تحويل سيارة فانتوم 1929 محققًا لأحلام منتجها البريطاني الأول تشارلز رولز المؤسس لشركة رولز رويس، إذ كان يحلم بإنتاج سيارات كهربائية سهلة التشغيل دون ضجيج أو رائحة، وفقًا لتفاصيل تاريخية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ونجح فريق عمل شركة إلكتروجينك البريطانية في تصميم بطارية خاصة تتناسب مع هيكل الطراز القديم لسيارة رولز رويس فانتوم 1929، الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان تقريبًا.
وسمحت عملية إزالة المحرك القديم وعلبة التروس من السيارة بتوفير مساحة كافية لإعادة تهيئة بنيتها الأساسية بصورة مناسبة لأنماط السيارات الكهربائية المعاصرة؛ بما في ذلك توفير مساحة لحزمة بطارية بقدرة 93 كيلوواط/ساعة.
واستكمل الفريق عمله بتغيير موضع دواسات الفرامل والرافعات لاستيعاب حزمة البطارية الكبيرة، ثم أعيد دمج نظام صوتي مزود بتقنية البلوتوث، إلى جانب تركيب أجهزة القياس الجديدة اللازمة لتوفير المعلومات الخاصة بمجموعة نقل الحركة في السيارة.
18 شهرًا من العمل الابتكاري
رغم كل التعديلات وما واجهه فريق العمل من صعوبات دفعته لابتكار حلول مبدعة؛ فإنه نجح في الحفاظ على الهيكل الداخلي للسيارة كما هو دون تغيير.
وضم فريق العمل مهندسين ومبرمجين ومصنعين رائدين في صناعة السيارات الكهربائية، كما استغرق تحويل السيارات رولز رويس فانتوم 1929 قرابة 18 شهرًا من العمل المتواصل، بحسب تصريح مدير شركة إلكتروجينك ستيف دورموند الذي يأمل في دورة حياة جديدة لهذا الطراز العتيق لمدة مائة عام أخرى على حد تعبيره.
وظهرت السيارة الكهربائية “رولز رويس فانتوم” لأول مرة أمام الجمهور في أسبوع صالون برايف البريطاني “Salon Prive ” الممتد من 30 أغسطس/آب حتى 2 سبتمبر/أيلول 2023.
وليست هذه أولى السيارات الكلاسيكية التي تعمل شركة إلكتروجينك على تحويلها إلى طرازات كهربائية حديثة، بل هناك قائمة أخرى من السيارات القديمة مثل لاند لوفر ديفندر وجاغوار تايب إي.