المصدر: موقع الطاقة
تلقى الحافلات الكهربائية في الهند صعوبة في الانتشار داخل ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف التمويل.
وفي إطار جهودها لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، وضعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي هدف نشر 50 ألف حافلة كهربائية في شوارع الدولة صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، بحلول عام 2027، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ودعمًا لهذا الهدف، تقرر إنشاء آلية تمويل مشتركة تُقدّم بموجبها الولايات المتحدة ومؤسسات خيرية مبلغ 3.254 كرور روبية (390 مليون دولار أميركي) لإنشاء صندوق ضمان لشركات التصنيع الراغبة بالحصول على قروض لزيادة إنتاج السيارات الكهربائية في الهند، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” (The economic times) المحلي.
(الروبية الهندية= 0.012 دولارًا أميركيًا)
يوجد حاليًا 12 ألف حافلة كهربائية قيد التشغيل في شوارع الهند.
دعم السيارات الكهربائية في الهند
على هامش فعاليات مؤتمر المناخ “كوب 28” في الإمارات، كشف مسؤولون النقاب عن الصندوق الجديد الذي ستسهم الحكومة الهندية فيه بمبلغ 240 مليون دولار، في حين ستقدّم نظيرتها الأميركية 150 مليونًا، والمنظمات الخيرية الباقي.
يقول المشرف على نشر أول حافلات كهربائية في الهند، ماهوا أشاريا، إن الصندوق هو “حجر الأساس لإدارة مخاطر إرساء المنظومة المالية للتنقل الكهربائي على نطاق واسع في الهند”.
وسيعمل الصندوق الجديد على تخفيف المخاطر التي يواجهها المصنّعون عند الحصول على تمويلات للاستثمارات الجديدة.
يأتي ذلك بعدما أتاحت الحكومة للمصنعين تأجير حافلات لأجهزة حكومية مقابل تحصيل مدفوعات شهرية، وذلك لمدة 12 عامًا.
ورغم المكاسب التي عادت على الحكومة من توزيع التكاليف وتوفير المزيد من الحافلات، أدت الخطة إلى تراجع حجم الإنتاج بسبب عدم تحصيل الإيرادات في موعدها، وتحمّلهم أعباء الديون طويلة الأجل المرتبطة بها.
من جانبه، أشاد المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري بالخطوة، قائلًا، إن السرعة والحجم والتأثير هو ما نحتاج للقيام به في تحدي إزالة الكربون.
توقعات الحافلات الكهربائية في الهند
توقّع تقرير حديث أن تشكّل الحافلات الكهربائية في الهند نسبة تتراوح بين 11 و13% من مبيعات الحافلات الجديدة بحلول عام 2025، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا هيندو” (thehindu).
وتوقعت وكالة التصنيف الائتماني إيكرا (ICRA) أن يحظى القطاع بقوة جذب صحية، وأن يكون في القلب من مسيرة الكهربة.
وما يؤكد صحة تلك التوقعات أنه على مدار العامين الماضيين، شكّلت الحافلات الكهربائية نسبة 7% خلال العام المالي 2023، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدعم من التقدم المطّرد في تحقيق أهداف نشر الحافلات الكهربائية بموجب خطة التبنّي السريع وتصنيع الحافلات الهجينة والكهربائية (فيم إنديا)، تتوقع الوكالة استمرار ذلك الاتجاه بوتيرة أكبر، واستمرارها لحين اختتام المشروع في مارس/آذار 2024.
وتساعد الإعانات الحكومية في خفض التكلفة الإجمالية لامتلاك الحافلات الكهربائية بما يتراوح بين 10 و25% مقارنة بالحافلات العاملة بالديزل، حسب التقرير.
وفي أغسطس/آب المنصرم (2023)، وافقت الحكومة على خطط بقيمة 580 مليار روبية (7 مليارات دولار) لنشر 10 آلاف حافلة كهربائية في 169 مدينة على مدار 10 سنوات.
ومن جانبها، ستقدّم الحكومة 200 مليار روبية لتمويل البرنامج الذي تتعاون فيه مع القطاع الخاص.
وعلى صعيد الولايات، تخطط “هيماتشال براديش” لاستبدال حافلات كهربائية بقرابة 3 آلاف حافلة تقليدية، مع خطط لشراء 350 حافلة كهربائية جديدة قريبًا، وعلى مدار 3 سنوات تخطط لنشر 1500 حافلة كهربائية.
كما أصدرت 24 من إجمالي 107 تراخيص لتشغيل الحافلات الكهربائية، وقدّمت دعمًا ماليًا بقيمة 50 ألف روبية لكل حافلة كهربائية بتكلفة كرور روبية.
تحديات بارزة
تقول وكالة التصنيف الائتماني، في تقريرها، إن المخاطر التشغيلية المرتبطة بإنتاج الحافلات الكهربائية في الهند مرتفعة، نظرًا لحداثتها وعدم وجود سجلّ حافل مناسب.
ولذلك، تتوقع أن يكون مشغّلو الحافلات الكهربائية ممن يحصلون على دعم مباشر من المصنّعين الأصليين لتلك المركبات، بالإضافة لعوامل توافر الدعم والمرونة المالية، في وضع أفضل من غيرهم.
وتجاوزت التكاليف في مرحلة التنفيذ حدودها المقررة، إلّا أن أموالًا إضافية من الممولين والداعمين أنقذت المشروعات دون التأثير في جدواها.
وعدّت الشركة سجلّ تشغيل الحافلات الكهربائية في الهند مُرْضيًا، لأن توافر الحافلات وتشغيلها يتّسق مع الأهداف الموضوعة، بالإضافة لكفاءة استهلاك الكهرباء التي تتراوح بين 0.7 و1.2 كيلوواط لكل كيلومتر.
وبحسب الوكالة، ستكون الحافلات دون غيرها من وسائل النقل هي الأسرع في مجال الكهربة وخاصة في عمليات التشغيل بين المدن المختلفة.
كما أشار التقرير للمشكلات المتعلقة بتوافر بنية الشحن الأساسية والقلق بخصوص مدى القيادة وارتفاع تكاليف رأس المال، بوصفها أكبر العوامل التي تعترض كهربابة وسائل النقل.