المصدر: موقع الطاقة
تقترب شركة تيسلا (Tesla) من فقدان سيطرتها على سوق السيارات الكهربائية في أميركا، بعد احتفاظها بالصدارة لمدّة 6 سنوات.
وتميزت الشركة بتفوقها على جميع منافسي السيارات الكهربائية في أميركا مجتمعين، إذ باعت ما يقرب من 618 ألف سيارة كهربائية في الشهور الـ12 حتى شهر مايو/أيار 2024.
ويُقارن ذلك بنحو 597 ألف سيارة كهربائية بالكامل تُباع من قبل الشركات المصنعة الأخرى، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نقلًا عن البيانات الشهرية لشركة ماركلاينز (Marklines).
ورغم هذا التفوق، تراجعت مبيعات شركة تيسلا بصورة ملحوظة منذ بداية العام الجاري (2024)، في الوقت الذي زادت فيه شركات منافسة من مبيعات سياراتها الكهربائية.
تراجع مبيعات تيسلا
صنعت شركة تيسلا السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا في أميركا، منذ أن تجاوزت سيارة السيدان الفاخرة “طراز إس”، سيارة نيسان ليف في عام 2015، وباعت عددًا من السيارات الكهربائية أكثر من بقية الصناعة مجتمعة منذ إطلاق “الطراز 3” في عام 2018.
ولكن بعد استجابة بطيئة في البداية، عملت شركات صناعة السيارات التقليدية على تضييق الفجوة تدريجيًا.
وفي الربع الأول من 2024، انخفضت مبيعات تيسلا بنسبة 13% على أساس سنوي، وهو ما يكفي لإثارة حالة من الذعر بشأن السوق الأميركية.
بينما ارتفعت المبيعات بوتيرة شديدة لـ6 من أكبر 10 شركات مصنعة للسيارات الكهربائية، إذ ارتفعت من 56% في شركتي هيونداي (Hyundai) وكيا (Kia) إلى 86% في فورد (Ford)، وواصل شهرا أبريل/نيسان ومايو/أيار هذا الاتجاه، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة بلومبرغ.
مع ذلك، تظل شركة تيسلا أكبر صانع للسيارات الكهربائية في أميركا على مدى مدة طويلة.
وعلى مدى الشهور الـ12 الماضية، باعت الشركة أكثر من 5 أضعاف عدد السيارات الكهربائية في البلاد مقارنةً بأقرب منافسيها، هيونداي وكيا.
وتصنع تيسلا -أيضًا- السيارة الأكثر مبيعًا في العالم، طراز “موديل واي”، وتبيع سيارات كهربائية بالكامل على مستوى العالم أكثر من أي شركة أخرى.
كما أنها تُعد شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم، حتى بعد الانخفاض الكبير في أسعار الأسهم، إذ تبلغ قيمة الشركة نحو 575 مليار دولار، أي أقل من نصف قيمتها السوقية البالغة 1.2 تريليون دولار في عام 2021، لكنها ما تزال أعلى بنسبة 85% تقريبًا من ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات، تويوتا (Toyota).
وقال محلل مورغان ستانلي، آدم جوناس، خلال الأسبوع الماضي، إن سعر سهم تيسلا ما يزال معرضًا للخطر، ما دام المستثمرون يرون أنها شركة سيارات عالقة في سوق تنافسية بصورة متزايدة.
ما دور إيلون ماسك؟
في الأسبوع المقبل، من المقرر أن تعلن شركات صناعة السيارات مبيعات الربع الثاني من 2024، التي ستشمل نماذج جديدة من شركة جنرال موتورز (General Motors)، وشركة هيونداي موتور (Hyundai Motor)، وشركة كيا (Kia) التابعة لها.
وقد تفقد شركة تيسلا حصتها الأغلبية في السوق الأميركية بحلول الوقت الذي يجري فيه احتساب مبيعات هذا الشهر، على الرغم من أنه من الصعب معرفة متى سينقلب الميزان بالضبط.
وعلى عكس شركات صناعة السيارات الأخرى، تبلغ شركة تيسلا عن المبيعات بصفة ربع سنوية فقط، ولا توزع المبيعات العالمية حسب المنطقة.
ويقدّر المحللون شحنات الشركة الشهرية في الولايات المتحدة باستعمال مزيج من بيانات تسجيل الدولة، وتقارير المبيعات الدولية.
والواضح أن سياسات الاستقطاب التي ينتهجها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك تعمل على تقليص هيمنة شركة صناعة السيارات الكهربائية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن تقرير بلومبرغ.
وقالت مديرة رؤى الصناعة في شركة كوكس أوتوموتيف (Cox Automotive) ستيفاني فالديز ستريتي، إن الفجوة الصارخة في دورة المنتج جعلت شركة صناعة السيارات تعتمد على مركبتين فقط لتحقيق 95% من مبيعاتها، في الوقت الذي يغمر فيه المنافسون السوق الآن في قطاعات ليس لدى تيسلا ما تقدمه فيها.
وأضافت فالديز ستريتي: “لقد دفع إيلون الصناعة إلى الأمام من خلال الكهرباء، لكنه يحاول التنافس ضد العلامات التجارية الأخرى التي تطرح نماذج جديدة.. وليس لدى تيسلا أي نماذج جديدة”.
مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا
في سياقٍ متصل، أصبح شهر أبريل/نيسان 2024 هو أحد أفضل الأشهر على الإطلاق لمبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، إلا أنه شهد تراجعًا كبيرًا للشركة الأكبر في هذا القطاع، تيسلا.
وسجلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية 102 ألف و317 تسجيلًا جديدًا في أبريل/نيسان، وهو ما يزيد بنسبة 14% عن العام الماضي (2023)، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إنسايد إيفيز” (Inside EVs).
وفقًا للبيانات، كانت تيسلا مسؤولة عن 47 ألفًا و350 تسجيلًا جديدًا في أبريل/نيسان، بانخفاض 17% على أساس سنوي، بعد انخفاض بنسبة 25% في فبراير/شباط، وانخفاض بنسبة 12% في مارس/آذار.
وفي أبريل/نيسان، انخفضت حصة الشركة في قطاع السيارات الكهربائية في أميركا إلى 46.3% مقارنةً بـ63.8% قبل عام، ما يعني أن السوق انتقلت إلى النقطة التي تشهد الآن شراء معظم السيارات الكهربائية من شركات أخرى غير تيسلا.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية بالكامل غير تيسلا بنسبة 69% على أساس سنوي إلى 54 ألفًا و967، لتستحوذ على 53.7% من قطاع السيارات الكهربائية.