ما الذي تغير على السيارات الكهربائية في الآونة الأخيرة؟

المصدر: موقع سولارابيك

شهدت السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في الأداء والتصميم والشعبية، وارتفعت نسبة مبيعاتها مع مرور الوقت. وصحيح أنها لم تكن تحظى بشعبية كبيرة عند إطلاقها منذ البداية إلا أنها أصبحت كذلك مؤخراً، وذلك بسبب تطور تقنياتها ومدى توافرها وتوفر البنية التحتية اللازمة لها. إلى أي مدى وصلت هذه التقنيات والمزايا؟ وكيف سيصبح شكل السيارات الكهربائية في المستقبل القريب؟

سنتناول في هذا المقال أهم الإضافات والتقنيات التي أضيفت ويجري إضافتها للمركبات الكهربائية حالياً.

خاصية الشحن ثنائي الاتجاه

خاصية الشحن ثنائي الاتجاه أو «في تو جي – V2G» وتعني هذه الخاصية أن بطارية السيارة الكهربائية يمكن أن تكون مصدراً للطاقة عندما تكون مشحونة وعندما تكون السيارة مجهزة بهذه الخاصية ومعها شاحن ثنائي الاتجاه فإنه يمكن أن تزود السيارات الكهربائية الأحمال والشبكة والمباني بالطاقة الكهربائية.

كانت عدة شركات قد أعلنت عن بدء إضافة هذه الخاصية لمركباتها وقد تم تطبيقها لكنها ما زالت بحاجة للمزيد من التطوير والتجهيز.

استخدام دواسة واحدة فقط

تنقسم السيارات حسب نوع القيادة في في بشكل عام إلى قسمين الأول نوع القيادة العادي (اليدوي) والذي يضم ثلاثة دواسات، وهي للتسارع وللكبح وللتحكم بالسرعة. أما النظام الأوتوماتيكي فهو يضم دواستين للتسارع وللكبح ويتم التحكم بالسرعة أوتوماتيكياً. وأصبحت الآن بعض الشركات تضيف دواسة واحدة فقط للتحكم في السرعة والكبح، بدلاً من دواستين. تسهل هذه الخاصية عملية القيادة على السائق وتجعلها أكثر راحة وسلاسة. ومبدأ عمل هذه الدواسه أنه عندما يرفع السائق قدمه عنها، تبدأ السيارة بالتباطؤ تلقائياً وتستعيد بعض الطاقة الحركية وتخزنها في البطارية، تسمي هذه الخاصية بـ«الكبح المتجدد – Regenerative braking»، وهي خاصية تساعد في زيادة كفاءة استهلاك الطاقة وتقلل الانبعاثات وأصبحت متاحة في السيارات الكهربائية والهجينة حالياً. أما إذا أراد السائق زيادة السرعة في السيارات التي تضم دواسة واحد فيعيد الضغط على نفس الدواسة وتتسارع السيارة.

استخدام الذكاء الاصطناعي وأنظمة مساعدة السائق

تستعين السيارات الكهربائية والسيارات العادية بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة مساعدة السائق لتحسين الأمان والراحة والمتعة للسائق والركاب. هذه التقنيات تستخدم الرادار أو الليزر أو الكاميرات أو المستشعرات للكشف عن العوائق أو المركبات أو المشاة أمام أو خلف أو جانب السيارة، وتنبّه السائق أو تتدخل وتقوم بالفرملة أو توجيه السيارة لتجنب الاصطدام أو الحوادث. يمكن تصنيف هذه التقنيات إلى ثلاثة فئات رئيسية وهي أنظمة السلامة والآمان وأنظمة القيادة وأنظمة الاصطفاف. بعض الأمثلة عن هذه الأنظمة هي:

  • نظام مثبت السرعة الذكي: هذا النظام يسمح للسائق بضبط السرعة المطلوبة والمسافة الآمنة بين السيارة والسيارة التي أمامها، ويقوم بتعديل السرعة تلقائياً بحسب حركة المرور.
  • نظام الحفاظ على المسار: هذا النظام يساعد السائق على البقاء في المسار المحدد، ويصحح انحراف السيارة عن المسار بشكل خفيف أو يطلق منبه عند تغير المسار عند استشعار بعدم انتباه السائق.
  • نظام النقطة العمياء: هذا النظام ينبه السائق عندما يكون هناك مركبة أو مشاة في منطقة النقطة العمياء، وهي المنطقة التي لا يمكن رؤيتها من المرآة الجانبية أو الخلفية.

البطاريات سريعة الشحن أو تبديل البطارية

تواجه السيارات الكهربائية في هذه الأيام العديد من التحديات التي ما زالت تعيق انتشارها واحلالها محل مركبات الوقود، أهم هذه التحديات هي مدة الشحن ومدى القيادة، إذ ما زالت تحتاج السيارات الكهربائية إلى وقت أطول للشحن مقارنة بالسيارات التقليدية التي تحتاج إلى وقت قصير لتعبئة الوقود، كما أن توفر محطات شحنا أقل بكثير مقارنة بمحطات الوقود. 

دفع هذا الشركات للعمل على تطوير تكنولوجيا البطاريات وتقنياتها المختلفة لزيادة كثافتها وسعتها التخزينية مما يسمح بزيادة مدى السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى التوجه لصناعة شواحن سريعة تقلل من مدة الشحن. وآخر ما توصلت له هذه الشركات هو اختصار هاتين المشكلتين بإقامة محطات لتبديل بطارية السيارة بدلاً من الانتظار لساعات لشحنها، ذلك مع مراعاة أمور السلامة والأمان للسائق والسيارة.

السيارات ذاتية القيادة

وفقاً للاسم فإن هذه السيارات تستطيع القيادة بشكل مستقل دون تدخل من السائق، وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصالات والملاحة يمكن للسيارة التوجه إلى المكان الذي يحدد السائق بسلامة.

تعد هذه الميزة من أقوى الميزات التي يمكن إضافتها للسيارات، بحيث لا يتدخل الراكب خلال عملية القيادة الا في عملية تحديد الوجهة، وتوفر هذه السيارات العديد من المزايا مثل:

  • تحسين الأمان وتقليل الحوادث والوفيات المرورية، حيث تقلل من عوامل الخطر مثل التعب أو الانشغال أو الخطأ البشري أثناء القيادة.
  • توفير الوقت والمال والطاقة، بالاستغناء عن وجود عمال سائقين وتوفير أجورهم.
  • تحسين الراحة والمتعة والإنتاجية، حيث يتمكن والركاب من الاسترخاء أو العمل أو الترفيه أو النوم أثناء القيادة.

الخلاصة

قد يتبادر لأذهاننا أحياناً تصور شكل السيارات في المستقبل وكيف سيصبح حالها وما هي المزايا والتقنيات التي ستكون مزودة بها، لكن مروراً بالتاريخ فإن تصور المركبات دوماً يتجه لتقديم مزيد من الراحة والأمان والسهولة خصوصاً للسائق. وذلك من نجده في التقنيات والخصائص التي ذكرناها مثل السيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي والدواسة الواحدة وغيرها الكثير من المزيا التي أصبحت تضاف للسيارات والسيارات الكهربائية.

كيف تتوقع أن يكون شكل السيارات الكهربائية مستقبلاً؟

شارك هذا الخبر