المصدر: موقع الطاقة
أضاف قرار شركة فورد الأميركية (Ford) عبئًا جديدًا يُثقل كاهل قطاع السيارات الكهربائية الذي يشهد تباطؤًا شديدًا في نمو المبيعات والطلب.
وأعلنت فورد في 18 يوليو/تموز الجاري (2024) خططًا لتوسعة مجمع تابع لها في كندا، لينتج عددًا أكبر من شاحنات البيك أب الهجينة من طراز إف، بعدما كان من المقرر أن يتحول إلى مركز لإنتاج الطرازات الكهربائية.
وأعربت العملاقة الأميركية عن أملها في أن تساعدها الخطوة بتحقيق أرباح وتأمين فرص عمل وتلبية الطلب المتزايد على شاحنات المهامّ الشاقة، في حين تكبّدها السيارات الكهربائية خسائر فادحة.
ورغم تأكيدها الالتزام بالتحول إلى السيارات الكهربائية وفق الجدول الزمني، فإنها لم تحدد موقع إنتاجها الجديد بعد تحويل مصنع أواكفيل للتجميع بمقاطعة أونتاريو الكندية لإنتاج الشاحنات الهجينة.
أزمة شركة فورد
تكّبدت فورد 4.7 مليار دولار بسبب وحدتها لإنتاج السيارات الكهربائية في العام الماضي (2023)، كما تتوقع الشركة أن تخسر ما يصل إلى 5.5 مليار دولار في العام الجاري.
ويقول مدير العمليات في فورد مارين غاجا، إن مبيعات السيارات الكهربائية ارتفعت في العامين الماضيين، إلّا إن معدل النمو يشهد تباطؤًا حاليًا.
وأجّلت فورد في أبريل/نيسان إطلاق سيارة دفع رباعي كهربائية تتميز بـ3 صفوف للمقاعد من عام 2025 المقبل إلى 2027، معللةً ذلك بالنمو الأبطأ أكثر من المتوقع في الطلب على السيارات الكهربائية.
وباستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار، يخطط ثاني أكبر منتج للسيارات في أميركا لإنتاج 100 ألف من شاحنات المهامّ الشاقة من سلسلة إف، وفق بيان شركة فورد.
وبذلك، تضيف فورد مصنعًا ثالثًا لتلبية الطلب على أحد أكثر مركباتها شعبية وتحقيقًا للأرباح، إلى جانب مصنعَي أوهايو وكنتاكي اللذين يعملان بكامل طاقتهما.
ومن شأن التوسّع في كندا أن يؤمّن ما يصل إلى 1800 فرصة عمل، بالإضافة إلى 400 أخرى جديدة.
ودافع الرئيس التنفيذي لفورد جيم فارلي عن الخطوة قائلًا، إن شاحنات المهامّ الشاقة أداة حيوية للشركات والمواطنين حول العالم، مضيفًا أن الشركة لا يمكنها مواكبة الطلب حتى في مصنع الشاحنات التابع لها بولاية كنتاكي.
السيارات الكهربائية
سلّط الكاتب والمحلل المالي كريس ماكدونالد الضوء على “التحول في التركيز” داخل القطاع، متسائلًا في مقال بعنوان: “هل السيارات الكهربائية محكوم عليها بالفشل؟ مضاعفة فورد لشاحنات المهامّ الشاقة ترفع الأعلام الحمراء للانتقال الكهربائي”.
وقال، إن فورد بحاجة إلى تعزيز إنتاج الطرازات الهجينة لسدّ الفراغ والوفاء بمعايير انبعاثات الكربون المتشددة.
وبحسب ماكدونالد، فقد تلاشت الحماسة داخل القطاع الذي تميَّز فيما سبق بتوقعات متفائلة للمبيعات وأهداف طموحة للنمو.
ودارت رحى منافسة شرسة في الصين، صاحبة أكبر سوق سيارات كهربائية في العالم، وبعدما حصل المصنّعون على دعم حكومي تنافسوا على عرض الطرازات الجديدة في معرض بكين الدولي للسيارات.
وفي المقابل، تواجه أكثر من 200 شركة لتصنيع السيارات الكهربائية فائضًا في المعروض وسوقًا صعبة واقتصادًا ضعيفًا؛ ما أجبر بعض الشركات العالمية على الانسحاب تمامًا، كما أن المستهلكين والسوق نفسها غير سعداء بتراجع القطاع.
وبسبب تباطؤ الطلب العالمي، خفضت شركات “تيسلا” (Tesla) و”بي واي دي” (BYD) أسعار بيع الطرازات الكهربائية للتحفيز على الشراء، كما تراجعت شركات عملاقة أخرى مثل جنرال موتورز الأميركية (General Motors)، ومرسيدس بنز (Mercedes-Benz) عن الأهداف السامية لنشر السيارات الكهربائية.
وتوقعت شركة تيسلا معدل نمو أقل بصورة ملحوظة خلال العام الجاري (2024)، رغم أنها تصدّرت السوق الأميركية بحصّة 55% في 2023.
ورغم نمو الإنتاج، تطول مدة بقاء السيارات الكهربائية داخل معارض التجار بصورة أكبر من نظيرتها العاملة بالبنزين.
ومؤخرًا، باع الموزعون 24% من كل السيارات الكهربائية المعروضة لديهم، في مقابل 38 للأنواع الأخرى.
السيارات الهجينة متقدمة
يتزايد تركيز شركات صناعة السيارات في الوقت الحاضر على بناء مزيج من الطرازات الكهربائية والهجينة والعاملة بالبنزين، لمجاراة السوق والطلب.
ومن شأن ذلك التوجه أن يبطئ من وتيرة الابتكار في السيارات الكهربائية، وفق نص مقال الكاتب كريس ماكدونالد المنشور في موقع شركة “إنفتسور بليس” (InvestorPlace).
وبالإضافة إلى فورد، تخطط جنرال موتورز لطرح مركبات هجينة قابلة للتوصيل بمصدر كهرباء، إلى جانب السيارات الكهربائية والعاملة بحرق البنزين.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن الأميركية (Volkswagen) بابلو دي سي، إن السيارات الهجينة ربما تصل إلى الولايات المتحدة قريبًا بعدما اكتسبت قوة زخم في أوروبا.
وشكّلت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا 7.6% من السوق في العام الماضي، بإجمالي مليون و200 ألف سيارة.
ورغم توقعات ارتفاع تلك الحصة بنسبة تتراوح بين 30% و39% بحلول عام 2030، يتوقع محللون أن يكون نمو السيارات الكهربائية بطيئًا، لكن تدريجيًا، إذ سيحلّ أصحاب المعرفة الأقل بالتقنية الجديدة بدلًا من أوائل المعتمدين لها.
وكان ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية في بداية دخولها السوق مدفوعًا بانخفاض أسعار الفائدة ونفوذ تيسلا.
ومع ارتفاع أسعار الفائدة والمواد الخام، أصبحت السيارات الكهربائية أكثر تكلفة من نظيرتها التقليدية، لكن سوق السيارات وإدارة الرئيس جو بايدن بالغتا في تقديرهما لاستعداد المستهلكين للتغيير رغم عدم وجود بنية أساسية ضخمة للشحن.
وفي ضوء تراجع القبول العام، عدّلت شركة “كوكس أوتوموتيف” (Cox Automotive) توقعاتها المفرطة في التفاؤل لأخرى أكثر واقعية.