المصدر: موقع الطاقة
أضافت حرائق السيارات الكهربائية خلال الفيضانات والأعاصير تحديات جديدة أمام المستهلكين المترددين في شرائها، بسبب نقص البنية التحتية للشحن وارتفاع أسعارها وتكاليف صيانتها والتأمين عليها.
وانتشرت خلال الآونة الأخيرة حوادث احتراق للسيارات الكهربائية خلال الفيضانات والأعاصير التي اجتاحت الولايات المتحدة، مع دخول المياه المالحة إلى البطاريات، والتسبب في حدوث ماس كهربائي بين الأطراف الموجبة والسالبة في البطارية (الأناود والكاثود، ما أدى إلى انفجارات وخسائر بالمباني المجاورة.
وزادت حوادث حرائق السيارات الكهربائية إلى 30 حريقًا خلال إعصار هيلين بالولايات المتحدة يونيو/حزيران 2024، تسببت واحدة منها في اشتعال النيران بأحد المنازل، وفق تقرير حديث رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويمكن للماء المالح الذي يدخل البطارية أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها بصورة كبيرة، وحدوث تفاعل متسلسل داخل البطارية يسمى الهروب الحراري، ما يتسبب في إذابة الفواصل البلاستيكية بين مكوناتها، فيحدث الماس الكهربائي، الذي تكون نتيجته حريق كبير يمكن أن يستمر لساعات ويصعب إخماده.
المياه العذبة ليست خطرًا
يهتم المسؤولون بولاية فلوريدا الأميركية، المطلة على المحيط الأطلسي والمعرّضة للأعاصير والفيضانات، بنشر تعليمات تساعد على وقاية السيارات الكهربائية من مخاطر الحريق، مع تسجيل أكثر من 254 ألف سيارة كهربائية في الولاية بنهاية عام 2023.
ورغم أن شركات السيارات الكهربائية تصمم بطاريات الليثيوم أيون لتكون مقاومة للماء، فإن غمرها بالمياه المالحة لمدة طويلة، قد يؤدي إلى التلف والتمزق أو التآكل، ما يجعل المياه المالحة تتسرب إلى داخل البطارية والتسبب في اشتعالها ونشوب حريق بالسيارة، بحسب تقرير حديث نشره موقع نيويورك تايمز (New York Times).
ويعتقد المدير التنفيذي لجمعية النقل دون انبعاثات، ألبرت غور، أن غمر السيارات الكهربائية في المياه العذبة الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة أو فيضانات الأنهار ليس مشكلة، لكنّ تعرُّضها للمياه المالحة يشكّل خطرًا ينبغي الحذر منه.
وتعرضت أكثر من 3 آلاف سيارة كهربائية لأضرار بسبب فيضانات إعصار إيان بجنوب غرب فلوريدا في عام 2022، لكن النيران اشتعلت في 36 سيارة فقط، وفقًا لتقرير صدر في يناير/كانون الثاني عن مختبر أيداهو الوطني.
نصائح لأصحاب السيارات وقت الأعاصير
قال رئيس فرع التحقيقات الخاصة في إدارة سلامة الطرق السريعة بالمجلس الوطني لسلامة النقل، توماس بارث، إن اشتعال السيارات الكهربائية ليس شائعًا للغاية.
ومع ذلك، قام الباحثون بتشريح ودراسة البطاريات التي اشتعلت فيها النيران بعد غمرها بالمياه المالحة لفهم الأسباب، وتقديم إرشادات لمصنّعي البطاريات تسمح لهم بإدخال تحسينات لوقايتها من الاشتعال في المستقبل.
وقلّل مدير مركز المركبات الكهربائية بجامعة ميشيغان، آلان توب، من المخاوف المنتشرة بين المستهلكين حول حرائق السيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن الأحداث الخطيرة ما زالت نادرة، وإن كانت تجذب الكثير من الاهتمام.
وأشار توب إلى أن عمليات تحسين السلامة في المركبات العاملة بالبنزين استغرقت 100 عام أو أكثر، بينما ما زالت لا تتجاوز 10 سنوات في صناعة السيارات الكهربائية، ما يعني أن الأمر سيتطور مع الزمن.
وينصح الخبراء أصحاب السيارات الكهربائية برَكن السيارة في منطقة خالية، خلال سيرهم في الأوقات التي يُتوقع فيها حدوث الأعاصير البحرية، أمّا إذا لم يكونوا في حالة تنقُّل، فيُستحسن خفض شحنها إلى 20 أو 30% من سعتها القصوى.
ويهدف إجراء خفض شحن البطارية إلى تقليص الطاقة الكامنة في السيارة، ما يجعل احتمالات ارتفاع درجة حرارة البطارية ضعيفة، ومن ثم تتجنب حدوث أيّ ماس كهربائي.
كما يُنصح بنقل السيارة إلى مكان أقل عرضة للفيضانات، مثل الطوابق العليا في مواقف السيارات، بدلًا من الطوابق السفلى الأكثر عرضة لدخول المياه بكثافة.
وإذا لم يكن هذا الخيار متاحًا، فمن الأفضل رَكن السيارة على بعد 50 قدمًا على الأقل من الهياكل القابلة للاشتعال، مثل المنزل أو المرآب أو مجموعات الأشجار المحيطة، خشية أن تتسبب حرائق السيارة الكهربائية في كوارث أوسع بالمحيطين.
لا تركب السيارات واتّصِل بالشركة
ينصح خبراء آخرون صاحب السيارة الكهربائية بعدم قيادتها، في حالة علمه بأنها ظلت مغمورة بمياه الفيضانات، حتى لو كانت تبدو آمنة، لأن احتمال اشتعالها يمكن أن يبدأ بعد ساعات أو أيام أو حتى أسابيع من تصريف مياه الفيضانات منها.
ويجب على أصحاب السيارات الكهربائية الاتصال بالشركة المصنّعة لإجراء الفحص، وتوضيح أنها كانت مغمورة بالمياه، وتحتاج إلى تقييم الأضرار الناجمة عن الفيضانات، كما يجب في كثير من الأحيان سحب السيارة الكهربائية التالفة على شاحنة مسطحة لمزيد من الفحص.
ورغم هذه التحذيرات الخطيرة، يسود الاعتقاد بأن المركبات الكهربائية آمنة للقيادة وامتلاكها آمن أيضًا، على حدّ قول مدير مختبر البطاريات بجامعة ميشيجان، دكتور جريج ليس، الذي يمتلك سيارة كهربائية.
ورغم زيادة مخاوف حرائق السيارات الكهربائية خلال الفيضانات والأعاصير، فإن السيارات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل يمكن أن تشتعل أيضًا في كثير من الأحيان، لكن حرائق الأولى تحتاج إلى تعامل مختلف.
ويطالب مدير الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق، أندرو كلوك، بالتوسع في تدريب 1.2 مليون رجل إطفاء على مستوى الولايات المتحدة على كيفية التعامل مع حرائق السيارات الكهربائية، بعد أن قامت الجمعية بتثقيف نحو 350 ألف خلال المدة الماضية.