المصدر: موقع سولارابيك
سولارابيك – القاهرة، مصر – 17 أكتوبر: يطمحُ المصريون إلى امتلاك صناعة وطنية للسيارات الكهربائية، خاصةً في ظلّ التحولات العالمية والإقليمية التي تُشجع على توطين هذه الصناعة الواعدة، وما تُمثله من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، من خلال دعم العديد من الصناعات المغذية.
وعلى الرغم من الغموض الذي يُحيط بهذا الملف، لا سيما في ظلّ ترقب التوقيع الرسمي مع شريك أجنبي، يُرجّح أن يكون صينيًا، وشريك محلي لبدء مشروع تجميع السيارات الكهربائية في مراحله الأولى، إلا أن المؤشرات تُشير إلى اقتراب تحقيق هذا الحلم في شركة النصر للسيارات. ومن المتوقع أن تُعلن تفاصيل هذا المشروع الطموح، الذي يُعدّ بمثابة قفزة نوعية في قطاع صناعة السيارات في مصر، نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، لتنضم مصر إلى ركب الدول الرائدة في هذا المجال، وعلى رأسها المغرب التي تتربع على عرش القارة الأفريقية في تصنيع وتصدير السيارات الكهربائية.
ولضمان نجاح هذا المشروع الوطني، لا بدّ من توفير بنية تحتية قوية تُشجع الشركات العالمية والقطاع الخاص المحلي على المشاركة فيه، وفي مقدمتها إنشاء شبكة واسعة من محطات شحن السيارات الكهربائية في جميع أنحاء الجمهورية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في مارس 2022 مع مؤسسات استثمارية وطنية من القطاعين الحكومي والخاص لتأسيس شركة مشتركة تُعنى بإنشاء وإدارة محطات شحن عامة للسيارات الكهربائية، باستثمار يُقدر بـ 450 مليون جنيه مصري، بتمويل من رأس مال قدره 150 مليون جنيه مصري وقروض متوسطة الأجل بقيمة 300 مليون جنيه مصري.
وكان من المُقرر أن تبدأ الشركة، فور تأسيسها، في إنشاء وتشغيل 3000 شاحن خلال 18 شهرًا في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة ومدينة شرم الشيخ وعلى الطرق السريعة. وقد تضمنت الدعوة للمشاركة في هذا المشروع، إدارة وتشغيل الشركة ومحطاتها من خلال عقد متوسط المدى مقابل نسبة من صافي الربح، والمساهمة في رأس مال الشركة بنسبة 25% بقيمة تقديرية 37.5 مليون جنيه مصري.
وفي أغسطس 2022، عُقد اجتماع مع مؤسسي شركة «مصر لمحطات شحن السيارات الكهربائية»، بحضور صندوق مصر السيادي، وشركة مصر القابضة للتأمين، وممثلي مجموعة حسن علام القابضة، لمتابعة الإجراءات النهائية لتأسيس الشركة، ومستجدات المناقصة المطروحة بين الشركات المؤهلة لتشغيل وإدارة والمساهمة في رأس مال الشركة. وكان من المُقرر أن تقوم الشركة الفائزة بالمناقصة بتكليف أحد بيوت الخبرة المتخصصة لاختيار مواقع المحطات من قائمة مبدئية ضمت أكثر من 2000 موقع.
يُذكر أن صندوق مصر السيادي ومجموعة مصر القابضة للتأمين يُساهمان في رأسمال شركة محطات الشحن بنسبة 30% لكلّ منهما، و20% لإحدى شركات مجموعة حسن علام، برأسمال 120 مليون جنيه يتم زيادته بعد اختيار الشريك الفني إلى 150 مليون جنيه.
وفي ضوء حصول 5 شركات على حق تدشين وتشغيل محطات شحن سيارات الكهرباء من وزارة الكهرباء، يُصبح من الضروري متابعة هذا الملف عن كثب، لأنّ وجود بنية تحتية قوية يُسهم في التسويق الجيد للسيارات الكهربائية محليًا، ويُشجع المواطنين على اقتنائها، لما تُوفره من توفير في استهلاك الوقود يصل إلى 80%، وهو ما يُعدّ عاملًا جاذبًا للمستهلكين.
وفيما يتعلق بالتصريحات الرسمية حول تصنيع سيارة كهربائية مصرية، أشار المهندس محمد السعداوي، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إلى أن عام 2025 سيشهد تصنيع أول سيارة كهربائية في مصر، مُؤكدًا أن الشركة القابضة قد أنفقت نحو 250 مليون جنيه لتطوير المصانع القائمة وإحياء الشركة المتوقفة منذ سنوات طويلة.
وكان خالد شديد، رئيس شركة النصر للسيارات، قد كشف في تصريحات سابقة عن خطة الشركة لتصنيع أول سيارة كهربائية محلية في مصر والشرق الأوسط بالتعاون مع شركة صينية، بهدف توطين هذه الصناعة محليًا، إلى جانب تصنيع أتوبيسات جديدة وتشغيل الشركة للفترة المقبلة وتحقيق الاستفادة القصوى من مواردها.
وكشفت شركة النصر للسيارات عن مُفاوضات جارية مع 3 شركات عالمية وشركة مصرية لتصنيع سيارة تقليدية في مصر، بالإضافة إلى سيارة كهربائية بنسبة مكون محلي تبدأ من 45%. وتُجرى المفاوضات مع شركة DFSK الصينية، المُصنّعة لسيارات الركوب المُتنوعة، بهدف التصنيع محليًا بمكون لا يقل عن 45% والتصدير لمختلف دول العالم. كما تُجرى مفاوضات مع شركة المنصور المصرية لتصنيع السيارة MG5، حيث تم بالفعل تقديم سعر تصنيع من شركة النصر لتصنيع 42 ألف سيارة سنويًا، بالإضافة إلى مفاوضات مع شركة اشوك ليلاند الهندية، المتخصصة في المركبات التجارية، بالتعاون مع شريك محلي.
وتجري شركة النصر للسيارات مُفاوضات مع شركة YOUNLONG لتصنيع 3 أنواع من السيارات الكهربائية التي تُناسب السوق المصرية، بالإضافة إلى سيارة كهربائية صغيرة تُشبه “التوك توك” بسرعة تصل إلى 50 كيلومترًا في الساعة، وتضم مقعدًا للسائق ومقعدين للركاب. وفي حال التوصل إلى اتفاق، سيتم تصنيعها في مصانع النصر للسيارات.
وتسعى شركة النصر للسيارات إلى إنتاج سيارة بمكون محلي 100% بحلول عام 2029 وفق خطة تدريجية على 3 مراحل تبدأ في عام 2025. ومن الأهمية بمكان إعداد قائمة بالشركات التي ستوفر مكونات السيارة، لتكون حافزًا لأي شريك محلي أو أجنبي للمشاركة في هذا المشروع الواعد.