المصدر: موقع عالم السيارات
تخطو المملكة العربية السعودية خطوة كبيرة نحو مستقبل النقل المستدام بخطط طموحة لإنتاج وتصدير أكثر من 150 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2026، مع زيادة الإنتاج إلى 500 ألف سيارة بحلول عام 2030. تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود السعودية لخفض الانبعاثات الكربونية، تعزيز الاستدامة، والانتقال نحو وسائل النقل النظيفة، بالإضافة إلى تقليص فاتورة الواردات السنوية بقيمة 50 مليار ريال سعودي.
شراكات واستثمارات استراتيجية تدعم التحول
السعودية تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال استثمارات استراتيجية وشراكات محورية. فقد استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصة كبيرة بقيمة 10 مليار دولار في شركة “لوسيد موتورز” الأمريكية، مع خطط لبدء إنتاج 150 ألف سيارة سنوياً داخل المملكة. كما تعاونت مجموعة “فوكس كون” و”بي إم دبليو” مع شركة “سير”، العلامة التجارية السعودية الأولى للسيارات الكهربائية، للإعلان عن تصميم سيارتها الجديدة قريباً.
وأعلنت السعودية أيضاً عن شراكة مع شركة “هيونداي” لإنشاء مصنع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لإنتاج 50 ألف سيارة سنوياً، ما يعزز البنية التحتية لإنتاج السيارات الكهربائية في المملكة.
إمدادات المعادن وتأمين المستقبل
لتأمين المواد الخام الأساسية لصناعة السيارات الكهربائية، أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة للاستثمار في التعدين خارج المملكة لتأمين إمداداته من الليثيوم والمعادن الأخرى المستخدمة في البطاريات. بالإضافة إلى ذلك، تخطط شركة “EV Metals” الأسترالية لإنشاء مصنع لهيدروكسيد الليثيوم في السعودية، مما يدعم خطط المملكة لتصبح لاعباً رئيسياً في سلسلة الإمداد العالمية للسيارات الكهربائية.
وفي سياق متصل، قام وزير الصناعة السعودي بندر الخريف بزيارة إلى دول أمريكا الجنوبية لتعزيز توطين وتأمين المعادن الأساسية مثل الليثيوم، الكوبالت، النيكل، والنحاس.
الطموح نحو الصدارة في صناعة السيارات الكهربائية
تسعى السعودية لتكون في طليعة الدول المنتجة للسيارات الكهربائية على مستوى العالم، مما يبرز التزامها بتنويع الاقتصاد وتحقيق حلول الطاقة المستدامة. من الجدير بالذكر أن المملكة تستعد لاستضافة معرض السيارات الكهربائية في نسخته الثالثة في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر الجاري، والذي سيستعرض أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال، بما في ذلك حلول الشحن والبطاريات والتقنيات ذات الصلة.
نحو مستقبل أكثر صداقة للبيئة
تُعد هذه الخطوات جزءاً من رؤية المملكة لتعزيز النقل المستدام وبناء مستقبل أكثر صداقة للبيئة، حيث يشكل قطاع السيارات الكهربائية ركيزة أساسية لهذه الرؤية الطموحة. مع هذه التحركات الاستراتيجية، تضع السعودية نفسها على خارطة صناعة السيارات الكهربائية العالمية، مستعدة للعب دور محوري في رسم مستقبل التنقل الأخضر.