المصدر: موقع الطاقة
يواجه الراغبون في التأمين على السيارات الكهربائية بعد شرائها تحديات كبيرة في الوصول إلى شركة تأمين لا تغالي في أسعار وثائقها التي تغطي هذا النوع من المركبات المثيرة للجدل.
وعادة ما تتشدّد شركات التأمين في شروط وثائق تغطية هذه السيارات وأسعارها، التي يُنظر إليها بوصفها منتجًا ناشئًا يُستحسَن التحوّط من مخاطره المستقبلية؛ حتى لا تتكبّد الشركات خسائر غير محسوبة في المستقبل.
في هذا السياق، انتهت دراسة جديدة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- إلى أن تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية يمكن أن تصبح أغلى بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بنظيرتها العاملة بالبنزين والديزل.
واستندت الدراسة إلى تكاليف الإصلاح الهائلة التي يتحمّلها أصحاب السيارات الكهربائية، بداية من وحدات التحكم في شحن البطارية، وأجهزة أضواء التحذير، وصناديق توزيع الطاقة، ومكونات امتصاص الصدمات، وحتى استبدال البطارية، وهي أغلى مكون في السيارة الكهربائية.
تكاليف إصلاح مكونات السيارات الكهربائية
تتبّعت الدراسة 800 مطالبة تأمين خاصة بالسيارات الكهربائية في بريطانيا خلال عام ممتد منذ أغسطس/آب 2023، وحتى الشهر نفسه من عام 2024.
ووجدت الدراسة أن المشكلة الأكثر شيوعًا كانت في وحدات التحكم في شحن البطاريات التي يتكلّف إصلاحها قرابة 1311 جنيهًا إسترلينيًا في المتوسط، أو ما يعادل 1477 دولارًا أميركيًا.
كما رصدت الدراسة التي نشرها موقع قناة جي بي نيوز التلفزيونية البريطانية (GB News)، صعوبات في الحصول على موافقات شركات التأمين على السيارات الكهربائية لتغطية هذه الوحدات.
وتشمل مطالبات التأمين الأخرى باهظة الثمن في السيارات الكهربائية، أجهزة أضواء التحذير التي تبلغ تكلفة إصلاحها قرابة 875 جنيهًا إسترلينيًا (1143 دولارًا).
كما تصل تكلفة إصلاح صناديق توزيع الطاقة في هذا النوع من المركبات إلى 747 جنيهًا إسترلينيًا (977 دولارًا)، في حين تصل في أجهزة امتصاص الصدمات إلى 588 جنيهًا إسترلينيًا (786 دولارًا).
أما إذا امتد الأمر إلى استبدال البطارية، وهي أغلى مكون في السيارة، فيمكن للتكلفة أن تتراوح من 8 آلاف جنيه إسترليني (10.4 ألف دولار) إلى 12 ألف جنيه إسترليني (15.6 ألف دولار).
*(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا)
لماذا تكاليف الصيانة باهظة؟
هناك الكثير من المناقشات الصناعية حول تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية مقارنة بمركبات الاحتراق الداخلي، إذ تُظهر العديد من الدراسات أن تكاليف الخدمة والصيانة للمركبات الكهربائية أقل من سيارات البنزين والديزل؛ لأنها تحتوي على أجزاء متحركة أقل، مما يجعل احتمالات تعطلها أقل.
وأسهمت هذه الدراسات في شيوع انطباع بأن تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية يمكن أن تكون أقل من السيارات التقليدية التي تحتوي على أجزاء متحركة أكثر.
وتُغفِل هذه الدراسات بعض الاعتبارات المهمة المؤثرة في التكلفة، من أبرزها أن أغلب ورشات الإصلاح والصيانة ليست مجهزة للتعامل مع السيارات الكهربائية، إذ يحتاج التعامل معها إلى معرفة متخصصة للعمل بأمان مع الأنظمة الكهربائية ذات الجهد العالي.
وعادة ما يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف العمالة، إذ تتطلّب الإصلاحات محترفين على مستوى عالٍ من الخبرة والتدريب، وأحيانًا لا يمكن توفير مثل هذه النوعية من العمالة، إلا من خلال الشركة المصنعة أو بعض مراكز الصيانة التجارية المتخصصة، بحسب مدير شركة التأمين البريطانية للسيارات (Warranty Solutions Group) ستيف نيوبيري.
كما أشار ستيف إلى أن مشكلات تدهور البطارية نتيجة الشحن السريع المتكرر صارت من أكبر التحديات التي تواجه التأمين على السيارات الكهربائية في بريطانيا، مع كثرة شكاوى السائقين من ذلك.
وأبلغ بعض السائقين عن انخفاض أسرع من المتوقع في سعة البطاريات؛ ما أثار مخاوف بشأن الاستبدالات المكلفة، مع اضطرار شركات التأمين إلى دفع الفاتورة في نهاية المطاف.
وتشير نتائج بعض الأبحاث التي أُجريت في هذا الشأن، إلى أن سعة البطارية في السيارات الكهربائية يمكن أن تنخفض بنسبة 2.3% سنويًا، مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين والديزل، التي تتمتع بعمر افتراضي أطول بكثير.
أغلب ورشات الصيانة المستقلة غير مؤهلة
تتميّز مركبات الاحتراق الداخلي بسهولة صيانتها من قبل مجموعات واسعة من الفنيين المستقلين، أو ورشات الصيانة والإصلاح الخاصة المنتشرة في كل بلاد العالم بأعداد ضخمة عادة ما تكون قريبة من أصحاب السيارات وأماكنهم، وتتنافس في تقديم خدماتها بأسعار مختلفة.
وتعتمد المركبات الكهربائية بصورة أكبر على الفنيين والأجزاء المعتمدة من الشركة المصنعة؛ ما يحدُّ من المنافسة في خدمات الإصلاح والصيانة، ويضمن أن تظل أسعارها مرتفعة، بحسب رئيس شركة التأمين البريطانية ستيف نيوبيري.
كما تعتمد المركبات الكهربائية بصورة كبيرة على الإلكترونيات والبرامج المتطورة؛ مما يجعل عمليات إصلاحها أكثر تعقيدًا وتكلفة من المركبات العاملة بالبنزين والديزل.
لهذه الأسباب تحتاج شركات التأمين والوسطاء إلى فهم أكبر للمخاطر المرتبطة بالمركبات التي تعمل بالوقود البديل عامة، والمركبات الكهربائية خاصة؛ لتطوير وثائق تأمين وأقساط مناسبة لهذه السوق الناشئة، بحسب ستيف.